العلاّمة محمد الخضر حسين الجزائري : منارة مضيئة في العالم العربي

العلاّمة محمد الخضر حسين الجزائري
14/09/2022 - 13:19

تعكس سيرة الإمام العلامة محمد الخضر حسين مدى مكانة هذه الشخصية الجزائرية المرموقة التي ذاع صيتها في الإصلاح وعلوم الدين والفقه وارتقت إلى منصب مشيخة الأزهر بمصر، فكانت بمثابة منارة مضيئة بين بلدان المغرب العربي والمشرق ونموذجا للتواصل الإيجابي عبر الوطن العربي خلال القرن العشرين.

وتعتبر هذه الشخصية التي تعود أصولها إلى منطقة الزيبان بجنوب شرق الجزائر، إحدى القامات التي سطع نجمها في مجالات الدين والأدب فضلا عن النضال لإصلاح شأن الأمة الإسلامية حتى ما بعد النصف الأول من القرن العشرين بالرغم من الظرف السائد آنذاك والمتمثل في الاحتلال الفرنسي للجزائر، مثلما ذكره لوكالة الأنباء الجزائرية الباحث في التاريخ،فوزي مصمودي،الذي شغل منصب رئيس الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية ببسكرة.

ويرى ذات المؤرخ أن محمد الخضر حسين (محمد الأخضر بن الحسين) كانت له بصمات عبر مختلف البلدان التي حط بها الرحال على غرار تونس وسوريا وتركيا ومصر،ما يدل على قيمة هذه الشخصية وما حظيت به من احترام و قبول، مبرزا أن مصر التي استقر بها من 1920 إلى غاية وفاته سنة 1958 شكّلت محطة رئيسية لهذا العلامة و رأت فيها مؤلفاته و إسهاماته العلمية والثقافية النور كما تبوأ فيها مرتبة شيخ الأزهر عامي 1952 و1954.

ولدى تواجده بأرض الوطن في الفترة ما بين 1902 و1904، زار عددًا من المدن الجزائرية و ألقى دروسًا دعا فيها إلى رص الصفوف، وحثّ على الوحدة وإصلاح الأوضاع الاجتماعية والثقافية.

وبسبب مضايقات الاستعمار الفرنسي، شد الرحال إلى تونس التي تولى بها مهنة القضاء ثم التدريس قبل أن يهاجر إلى سوريا سنة 1912، واشتغل هناك بالتدريس وكان له نشاط علمي غزير مكنه من عضوية المجمع العلمي العربي حين تأسيسه إلى غاية الاحتلال الفرنسي لسوريا سنة 1920 وحكم عليه بالإعدام غيابيا لاتهامه بالتحريض ضدها، وفقا لنفس المصدر.

وزار هذا العلاّمة تركيا، حيث تم اختياره ليكون محررا عربيا بوزارة الحربية للدولة العثمانية و أوفدته تركيا إلى ألمانيا في مهمة رسمية دامت  أشهر سنة 1917 كما حط الرحال في القاهرة (مصر)، حيث حصل على الشهادة العالمية من الأزهر الشريف و ارتقى في مناصب عديدة منها عضو لهيئة كبار العلماء وعضو بمجمع اللغة العربية الملكي و أنشاء عدة جمعيات ومجلات ثقافية ثم شيخا للأزهر الشريف.

وتضمّ قائمة أعماله التي أثرت رفوف المكتبات عدة مؤلفات على غرار "رسائل الإصلاح" و "الحرية في الإسلام" و"القياس في اللغة العربية" و"بلاغة القرآن" و "الخيال في الشعر العربي" بالإضافة إلى "دراسات في اللغة العربية وتاريخها" و ديوان شعر بعنوان "خواطر الحياة".

وأصدر مجلة "السعادة العظمى" كأول مجلة في تونس سنة 1904 وعمل محررا في مجلات عديدة بمصر من بينها "الهداية الإسلامية" و"المنار" و"لواء الإسلام" كما استلم رئاسة تحرير مجلة "نور الإسلام" التي يصدرها الأزهر الشريف.

وأطلق اسم هذا العلامة على مؤسسة للتكوين المهني بمدينة طولقة بولاية بسكرة.