الحيوانات المستوردة تخضع لرقابة طبية دقيقة عبر حدود الجزائر

أكد مدير المعهد الوطني للطب البيطري عبد الكريم قدور هاشمي، اليوم الثلاثاء، خضوع عملية مراقبة الحيوانات المستوردة عبر الحدود الجزائرية لإجراءات "دقيقة وصارمة" لضمان سلامة صحتها . 

لدى تدخله بصفته ممثلا لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية خلال إفتاح المؤتمر الدولي الأول للطب البيطري بالجزائر، أوضح المسؤول ذاته  أنّ
عملية استيراد جميع أنواع الحيوانات سواء الموجهة للاستهلاك البشري أو الحيوانات الأليفة أو المتوحشة تخضع لعملية رقابة دقيقة وصارمة على مستوى الموانئ والمطارات ومراكز العبور البرية تتمثل في فحص طبي وإجراء تحاليل تضمن سلامتها الصحية. 

في هذا السياق، شدّد على أنه موازاة مع الرقابة المفروضة على عملية استيراد الحيوانات، تعمل مفتشيات البيطرة المنتشرة عبر 58 ولاية بنفس النسق، حيث تفرض رقابة صارمة على المربين والمذابح المعتمدة بشكل يضمن سلامة صحة الحيوانات وضمان صحة الإنسان على اعتبار أنهما مرتبطتان ببعضهما البعض. 

وأكد المتحدث ذاته أنّ عمليات الرقابة لم تسفر عن تسجيل أي حالات مرض جديرة بالاهتمام، مبرزًا أنّ العمليات الاستباقية والوقائية في مرافقة المربين والموالين أثبتت نجاعتها.

من جهته، دعا رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك مصطفى زبدي إلى تثمين دور الطبيب البيطري، مشيرا الى أنّ سلامة صحة الانسان مرتبطة عضويا بصحة الحيوان على اعتبار أن 40 بالمائة من البروتينات التي يستهلكها الانسان مصدرها حيواني. 

وأضاف زبدي أنّ المؤتمر الدولي الاول للطب البيطري سيساهم في معالجة شتى الاشكالات الطبية والقضايا المطروحة في هذا الشأن من قبل مهني هذا التخصص على غرار نوعية ونجاعة الأدوية والأغذية. 

من جهته، أبرز سعادة بن دانية رئيس جمعية الفضاء البيطري الجزائري المنظمة للتظاهرة بالتنسيق مع وكالة "أدفيزن الجزائر"، برعاية الغرفة الوطنية للفلاحة، أهمية تنظيم القطاع من خلال ترسيم إنشاء عمادة للطب البيطري بالجزائر وتشجيع الانخراط في الهيئات الاقليمية والدولية للطب البيطري. 

وأشار بن دانية إلى أنّ الجمعية تصبو إلى تعزيز دور الاطباء البيطريين الجزائريين، معلنا بالمناسبة عن إنشاء شبكة دولية تضم بياطرة جزائريين مقيمين داخل وخارج الوطن بهدف تبادل التجارب وتكوين الطلبة والشباب المقاول عن طريق التحاضر عن بعد ومرافقتهم لإنجاز مشاريعهم المبتكرة الى جانب مساعي لابرام اتفاقيات مع جامعات دولية. 

من جهته، أشار رئيس الاتحاد العربي للطب البيطري خالد سليمي إلى أن البياطرة يواجهون تحدي إحداث توازن بين حماية الثروة الحيوانية والمحافظة على صحة الانسان، مبرزا أنها "معادلة صعبة" تتطلب تضافر جهود جميع المعنيين، قبل أن يلفت إلى أنّ أحدث دراسات علمية على مستوى العالم تشير إلى أن "الحيوانات تتسبب في انتقال 300 مرض معدي للإنسان والتي تمثل 70 بالمائة من الأمراض المعدية التي تصيب الانسان". 

وقال إنّه من هذا المنطلق يأتي دور الطبيب البيطري الذي وصفه ب "المحوري" و "الحاسم" في المحافظة على صحة الانسان والانظمة البيولوجية ومن ثمة المساهمة في حياة سليمة ونظيفة. 

هذا المؤتمر المنظم بالمركب السياحي القرية بتيبازة الذي سيتواصل إلى غاية  الجمعة القادم، يتزامن مع تنظيم الطبعة الـ 15 للفضاء البيطري الجزائري والصالون الجزائري الأول لعالم الحيوانات وللأدوية الموجهة لها بهدف الاطلاع على جديد مجال البيطرة والاستفادة من تجارب البلدان المتقدمة في هذا الميدان. 

ويتضمن برنامج المؤتمر تنشيط 15 محاضرة وتنظيم 24 ورشة تطبيقية (مجانية) لفائدة البياطرة بتأطير مختصين من مختلف بلدان العالم، لتقديم كل ما هو جديد في المجال على غرار الوسائل البديلة للمضادات الحيوية مثل التداوي بالأعشاب، استنادا لرئيس جمعية الفضاء البيطري الجزائري السيد بن دانية. 

وإضافة إلى الجانب النظري يتضمن برنامج المؤتمر تنصيب مستشفى مؤقتة لمعالجة الحيوانات المريضة مجانا فضلا عن الإعلان بالمناسبة عن نتائج مسابقة الابداع البيطري التي شارك فيها 13 طبيبا بيطريا، حيث سيتم تكريم الفائزين الثلاث الاوائل وتمويل مشاريعهم المبتكرة لتجسيدها على أرض الواقع. 

ويشارك في المؤتمر أزيد من 700 بيطري وممثلي جمعيات وهيئات من 20 دولة من الوطن العربي وشتى اقطار العالم، فيما شكلت دولة ليبيا ضيفة الشرف، ومن بين الدول المشاركة سوريا والعراق والامارات العربية المتحدة والكويت وتونس والسودان وكذا الولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال وفرنسا وبلجيكا واللوكسمبورغ.