المنتزه الجديد لواد السمار.. نموذج حضاري بيئي ناجح

منتزه واد السمار
03/02/2022 - 15:26

نجحت السلطات العمومية في تحويل مفرغة واد السمار إلى منتزه مميّز يشكّل فضاءً للراحة والاستجمام، في نموذج حضاري بيئي متفرّد أتى ليشكّل متغيّرًا نوعيًا في منظومة الحياة بقلب الجزائر العاصمة.

في زيارة عمل قادتها رفقة والي الجزائر أحمد معبد إلى منتزه واد السمار الجديد، هذا الخميس، أبرزت وزيرة البيئة، سامية موالفي مزايا هذا المشروع الضخم الذي حوّل مفرغة عشوائية إلى حديقة حضارية تتوسط المدينة الأولى في البلاد، وركّزت على الإسراع في استكمال الإجراءات الإدارية والتقنية للمنتزه حتى يتم افتتاحه لاستقبال سائر العائلات   .

ويمتدّ المنتزه العمومي الجديد لواد السمار على مساحة 45 هكتارًا جرى تهيئتها بعدما ظلّت تمثّل خطرًا كبيرًا على توازنات الصحة والبيئة، بفعل ما كانت تفرزه من تراكمات رهيبة وروائح كريهة.

من جانبه، أكد المسؤول المركزي على مستوى الوكالة الوطنية للنفايات، إلياس بوذيبي، أنّ الأخيرة حرصت على تسخير عدة آليات لإعادة تأهيل مفرغة وادي السمار، عبر تسيير ومعالجة نواتج النفايات المتمثلة في الغاز الحيوي باستخدام محوّل كهربائي ينتج الطاقة الكهربائية، إضافة إلى عصارة نفايات يتم معالجتها بطريقة التناظر العكسي الذي ينتج الماء عبر 127 بئرًا لرسكلة النواتج.

ويمهّد منتزه واد السمار للمزيد من الإحرازات في مجال حماية البيئة بالجزائر، خصوصًا بعد الأمرية الأخيرة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بتشجيع الاستثمار في المجال البيئي، خاصةً في مجال تحويل واستغلال النفايات المنزلية التي تمثل "ثروة حقيقية"، تزامنًا مع توجيه الرئيس لتسريع إتمام مشروع وادي الحراش المدمج. في خطوة تشي بتسريع تفعيل منظومة الاستثمار البيئي.

وتتميز الجزائر بتنوع كبير في النظم البيئية، وثراء نوعي على مستوى المناطق الرطبة التي تعتبر موردا ثمينا في مجال التنوع البيولوجي المشجّع لمختلف أشكال الحياة البرية، وهو عامل يوفر ملاذًا طبيعيًا للجزائريين ويسمح باستقرار عشرات الأنواع من الطيور البرية المهاجرة.

وتضم الجزائر 1451 منطقة رطبة بينها 762 طبيعية و689 اصطناعية، كما تتوفر الجزائر على 42 موقعا متربعا على مساحة تقارب ثلاثة ملايين هكتار، ويشير الخبير عبد القادر عزوز إلى أنّ المناطق الرطبة في الجزائر تتوزع على مساحات مائية وأحواض ومستنقعات بما فيها مساحات المياه البحرية التي لا يتجاوز عمقها ستة أمتار، وتتوفر على مياه مترسبة وأخرى عذبة ومالحة.