أحيت ولاية الأغواط اليوم الذكرى الـ 172 لمحرقة الأغواط التي ارتكبها الإستدمار الفرنسي.. واحدة من أبشع جرائم الحرب في العصر الحديث قام فيها المحتل الفرنسي ,في الرابع ديسمبر 1852بإبادة ثلثي سكان المدينة لإخماد انتفاضتهم وذلك بحضور السلطات الولائية المدنية و العسكرية و الامنية و الأسرة الثورية و حضور رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني السيد نور الدين بن دراهم و الباحث محمد دومير.
فبعد حصار دام أكثر من أسبوعين، اقتحم جيش الإحتلال الفرنسي مدينة الأغواط بوحشية استخدم خلالها مختلف الأسلحة بما في ذلك الغازات الكيميائية مثل الكلوروفورم لقتل جماعي للسكان ولم تقتصر الجرائم على القتل فقط بل شملت حرق المدنيين أحياء، ووضعهم في حفر جماعية، كما تم حرق المغارات التي لجأ إليها السكان بالنار والدخان، وأسفرت هذه المجزرة على استشهاد حوالي ثلثي ساكنة الأغواط بما في ذلك النساء والأطفال.
محمد دومير: اعتراف الإحتلال الفرنسي بجرائمه في الجزائر لا مفر منه
في السياق قال الدكتور الباحث في التاريخ محمد دومير إن فرنسا قامت في مجزرة الأغواط باستخدام الأسلحة الكيميائية وهي أول مرة توثق فيها استخدام الأسلحة الكيميائية في تاريخ البشرية.
وقال دومير عقب إختتام الجلسة العلمية ضمن أشغال الندوة التاريخية التي أقيمت بالأغواط بعنوان "معركة الأغواط 04 ديسمبر 1852 جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم" إننا سننتزع اعتراف فرنسا بتاريخها الدموي طيلة احتلالها الجزائر لأننا نمتلك الشهادات التاريخية والوثائق التي من ضمنها شهادات لجنرالات فرنسيين شاركوا في تلك المجازر والأوان قد آن لوضع كل ذلك في إطاره التاريخي ثم القانوني.
بن براهم: مجزرة الأغواط هي جريمة دولة قامت بها فرنسا
وتقول المحامية السيدة فاطمة الزهراء بن براهم إن الإحتلال الفرنسي قام بجريمة حرب يعتبرها القانون الدولي جريمة ضد الإنسانية ولا تسقط بالتقادم.
وأكدت بن براهم عقب اختتام الجلسة العلمية ضمن أشغال الندوة التاريخية أن مجزرة الأغواط لم تعد حدثا تاريخيا مثلما تريد لها فرنسا أن تكون بل سيكون لها منحى قانوني جديد هو جريمة دولة.