احتضن معهد الآثار بجامعة الجزائر 2 بالعاصمة، اليوم الإثنين، ندوة علمية تم خلالها استعراض آخر نتائج الحفريات الأثرية التي أشرف عليها أساتذة المعهد على المستوى الوطني، وذلك في إطار النشاطات العلمية المبرمجة للاحتفال بالذكرى ال60 للاستقلال الوطني.
وبالمناسبة أكدت مديرة معهد الآثار بجامعة الجزائر 2، خديجة نشار بواشي، في كلمتها الافتتاحية، أن "عرض نتائج أخر الحفريات الأثرية هو تأكيد على مواصلة جهود إثراء التراث المادي واللامادي الجزائري لتعزيز مقوماته حيث سمحت الحفريات الـ 17 المنجزة حديثا باكتشاف مواقع جديدة لم تعرف من قبل ولم يتم التنقيب فيها وهو ما يعزز الخريطة الأثرية الوطنية".
من جهتها أشارت الأستاذة فراح شرميك إلى التنقيبات التي انطلقت منذ أكثر من 20 سنة ومتواصلة حاليا في المنطقة الساحلية الغربية، والتي أثبتت أن موقع "الرايح" بولاية مستغانم "المؤرخ باكثر من 1 مليون سنة يعد أقدم موقع في الساحل الجزائري وهو ما لم تشر إليه باقي الدراسات السابقة"، مبرزة أن النتائج " كشفت عن وجود مواقع جديدة تؤكد وجود إنسان ماقبل التاريخ وخصائص محلية وافريقية ومتوسطية لم تدرج من قبل ما يسمح بوضع خريطة اثرية جديدة للمنطقة".
وأضافت أن "هذا المشروع الأثري بمستغانم، كنموذج في دراسة التعمير البشري على ضفتي المتوسط، سيسمح بإعطاء قراءة جديدة وتوجيه جديد للبحث الأثري في الجزائر،الذي اخذ توجيه ايديولوجي متعلق بالنظرة الاستعمارية".
بدوره، تطرق مدير مشروع حفرية الجزر الثلاث بالحمدانية (شرشال)، الأستاذ مصطفى دوربان، إلى حصيلة بحثه الأثري الميداني الذي انطلق في 2014 واستمر لغاية 2019، حيث سمحت النتائج الأولية المسجلة بإعادة النظر في كل القراءات والمعطيات السابقة التي توصل إليها الأثريين الفرنسيين، حيث بينت أن "الموقع وكامل معالمه يرجع إلى بالتحديد إلى 15 سنة قبل الميلاد الذي يتوافق مع فترة حكم الملك يوبا الثاني على موريتانيا بكاملها".
واعتبر المشرف على مشروع حفريات موقع مغارة عمورة (الجلفة)، الأستاذ مروان رابحي أن الأبحاث في هذا الموقع الذي تم اكتشافه سنة 2002 ويعود للمرحلة الأخيرة من فترة ما قبل التاريخ كشفت العديد من المواد الأثرية كالمواقد الحجرية والصناعات الحجرية وهو ما سمح لفريق البحث التعرف على السلوك البشري في فترة ما قبل التاريخ بمنطقة الجلفة".
ومن جهته، أشار مدير مشروع الحفرية الأثرية "مالاكو" بيترا قديما (بجاية)، الأستاذ، أرزقي بوخنوف أن "الحفرية من بين الحفريات النادرة في مواقع الآثار الريفية القديمة وستكسب بلدية صدوق و ولاية بجاية مصدر ثقافي وتاريخي واقتصادي مستدام كما انه يعد ورشة تعليم لفائدة الطلبة المتخصصين في الآثار بما تتيح لهم من تدريب ميداني كفضاء جديد للبحث الأثري والعلمي".
كما تطرق المشاركون الى مشاريع بحث عديدة تخص "المعالم الجنائزية لموقع الحويطة بالأغواط"، "حفرية واد الجبانة بئر العاتر" بتبسة، "حفرية تهودة الأثرية" ببسكرة، "حفرية موقع ثوبوريسكوم، خميسة" بسوق أهراس و تم بمناسبة هذه الندوة تكريم الأستاذ والباحث مصطفى فيلاح عرفانا بجهوده العلمية في مجال البحث الأثري في الجزائر فضلا على تنطيم معرض حول أهم الحفريات الجارية حاليا عبر عديد المواقع.