كيف تُعالج رد الفعل التحسسي لكل حالات الحساسية؟

الحساسية
30/11/2021 - 20:54

من وصلات العطس المستمرة إلى تهيج الجلد، مروراً بأي أعراض تُشعِرك بالتعاسة، يعاني معظم الناس من ردود فعل تحسسية متعددة الأسباب، ولكن قبل أن تلجأ إلى الأدوية، عليك أن تتأكد بالطبع إن كان ما تُعانيه رد فعلٍ تحسسياً فعلاً أم لا. 

نستعرض في هذا التقرير كيفية تحديد أعراض الحساسية، ومعرفة ما إذا كانت حالتك بسيطة أم تُهدّد الحياة، إلى جانب التعرّف على علاجات ردود الفعل التحسسية؛ لمساعدتك في السيطرة على الموقف.

ما هو رد الفعل التحسسي؟

ربما تكون على دراية ببعض أعراض الحساسية الشائعة، لكن ما سببها في المقام الأول؟ 

إن مهمة الجهاز المناعي هي حماية الجسم من الإصابة بالمرض، عن طريق مهاجمة أشياء مثل الفيروسات والبكتيريا. ولكن قد تختلط عليه بعض الأمور، ويعتبر مركبات غير ضارة مثل الطعام أو سموم لسعات الحشرات أو غيرها من المواد، تهديداً لا بد من مواجهته، بحسب الأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة.

في تلك اللحظة، يُفرز الجهاز المناعي نوعاً من الأجسام المضادة التي تُدعى الغلُوبولين المَناعِيّ، بهدف رصد تلك المواد ومهاجمتها، حسبما أوضح موقع معهد الصحة الوطني في بريطانيا NHS.

ولهذا حين يتصل الشخص المصاب بالحساسية مع الشيء المُسبِّب للحساسية (سواءً عن طريق تناوله أو استنشاقه أو حتى لمسه)؛ تلتصق بروتينات المادة بالأجسام المضادة من الغلوبولين المناعي، مما يُحفز الجسم على إفراز الهستامين، وهو مركب عضوي يبعث برسائل بين الخلايا، وفقاً للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب. 

وإطلاق الهستامين هو إعلامٌ للجهاز المناعي ببدء الحرب ضد المادة، مما يُسبّب سلسلةً من الاستجابات الجسدية التي تظهر في صورة رد فعلٍ تحسّسي.

وتُعتبر ردود الفعل التحسسية شائعة، حيث تحدث في غضون دقائق أو ساعات قليلة بعد تعرض الشخص لمُسبب الحساسية المزعج. 

تقول أخصائية الحساسية والمناعة لارا غروس، لمجلة Self: "أحياناً تكون ردود الفعل التحسسية فورية، كتلك التي تحدث حين يدخل شخص غرفةً بها قطة ويبدأ في العطس أو حين يتناول طعاماً لديه حساسيةٌ منه. وفي أحيان أخرى، تأتي ردود الفعل التحسسية متأخرةً وتستمر فترات مُطوّلة، كتلك التي تحدث حين يتعرض الشخص لحبوب لقاح عشبة الدمسيسة في الهواء على مدار أسابيع".

ما هي مسببات رد الفعل التحسسي؟

حسناً، هناك كثير من المسببات. وإليكم بعض أكثر مسببات الحساسية شيوعاً، بحسب موقع Mayo Clinic الأمريكي:

  • المركبات العضوية الموجودة في الهواء مثل: حبوب اللقاح، أو وبر الحيوانات الأليفة، أو العفن، أو عث الغبار.
  • المواد الغذائية مثل: الفول السوداني، أو الجوز، أو فول الصويا، أو القمح، أو الأسماك، أو المحاريات، أو الحليب.
  • سموم لدغات ولسعات الحشرات.
  • بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية التي تحتوي على البنسلين.
  • مواد مثل اللثى (لاتكس) أو البوليستر.

ما هي أعراض رد الفعل التحسّسي المعتادة؟

بحسب المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، يعد رد فعلٍ تحسسياً خفيفاً إذا كان التعرض لمركب عضوي بعينه يُسبّب التالي:

  • الشرى
  • الحكة العامة
  • العطس
  • الطفح الجلدي
  • احمرار وحكة ودموع العين
  • تورم الشفتين أو اللسان أو العينين أو الوجه

أما علامات الحساسية المعتدلة إلى الشديدة فهي أقل تحديداً. إذ قد تشمل بحسب موقع Mount Sinai الأمريكي:

  • ألم المعدة
  • الغثيان أو القيء
  • الإسهال
  • السعال
  • ضيق الصدر
  • الشعور بالتورّد أو احمرار الوجه
  • الشعور بالدوار أو الدوخة
  • الشعور بالقلق
  • صعوبة التنفس أو البلع
  • تورّم أجزاء مختلفة من الجسم، مثل العين والوجه واللسان
  • خفقان القلب
  • صدمة الحساسية (التأق)، وهي حالة رد فعل شديد ومفاجئ قد تتسبب في تورّم الحلق وصعوبة التنفس.

الصدمة الحساسية

لا تُعتبر ردود الفعل التحسسية الخفيفة من حالات الطوارئ الطبية، لكن الحالات الشديدة منها تستوجب رعايةً فورية بالتأكيد. وصدمة الحساسية هي رد فعلٍ مفاجئ يُهدد الحياة. 

تظهر أعراض صدمة الحساسية في غضون دقائق من التعرض لمُسبب الحساسية، ووفقاً لموقع webmed، قد تشمل علامات صدمة الحساسية التالي:

  • احمرار الجلد أو شحوبه
  • تورُّم اللسان أو الحلق
  • ضعف شديد أو تسارع في النبض
  • انخفاض في ضغط الدم
  • الشعور بالدوار
  • الإسهال أو تقلصات المعدة أو القيء

 

ما هي أدوية وعلاجات الحساسية الشائعة؟

إن كنت تُعاني من رد فعل تحسسي للمرة الأولى أو تعتقد أنك مصاب بحساسية، فعليك تجنُّب المركب العضوي المسبب لها وزيارة الطبيب في أقرب وقتٍ ممكن؛ للحصول على التشخيص المناسب. 

أما فيما يتعلّق بكيفية علاج رد الفعل التحسسي فوراً، فهناك طرق مختلفة للتعامل مع الموقف وفقاً لتاريخك مع الحساسية وشدة أعراضك. لكن أول شيء عليك فعله هو الابتعاد عن مُسبّب الحساسية على الفور، خصوصاً لو كانت ضد وبر الحيوانات الأليفة. 

ويُمكن لأدوية الحساسية المساعدة على التحكم في الأعراض أيضاً. ووفقاً لموقع Mayo Clinic، فإنّ قائمة أكثر خيارات الأدوية شيوعاً تشمل:

  • مضادات الهستامين: التي تمنع الهستامين من إثارة رد فعلك التحسسي، كما يوحي اسمها.
  • مزيلات الاحتقان: التي تُستخدم بشكلٍ مؤقت لإزالة احتقان الجيوب الأنفية، وتتوافر في شكل حبوب وبخاخات للأنف.
  • أدوية الستيرويد القشري (الكورتيكوستيرويد): وتأتي في أشكال متعددة، منها: قطرات العين، وأجهزة المنشقة، وبخاخات الأنف، والأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم، والكريمات التي تُستخدم في علاج الأعراض الجلدية.
  • مثبتات الخلية البدينة: التي قد يصفها الطبيب في حال لم تنجح مضادات الهستامين، حيث تساعد على منع الجهاز المناعي من إطلاق المواد الكيميائية التي تُسبب ردود الفعل التحسسية.
  • العلاج المناعي: الذي يُوصى بها عموماً حين لا تُجدي علاجات الحساسية الأخرى نفعاً. وفي هذه الطريقة العلاجية يتم تعريضك بشكلٍ تدريجي لمسبب الحساسية؛ أملاً في أن يتوقف جسمك عن التفاعل معه. وبشكلٍ عام، قد يستغرق العلاج المناعي فترةً تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات. لن يعالج هذا بالضرورة الحساسية، لكنه سيجعلها أكثر اعتدالاً.
  • المستحضرات الدوائية الحيوية: هي من الأدوية التي تُصرف بوصفةٍ طبية فقط، ويُمكن تجربتها حين تفشل العلاجات الأخرى. وتستهدف هذه الأدوية الأجزاء المسؤولة عن تحفيز رد الفعل التحسسي في جهازك المناعي، لتمنع الحساسية.
  • حقن الإبينفرين: التي تُستخدم لعلاج صدمة الحساسية، وتُقدّم مع محقنة وإبرة يُعطيها الشخص لنفسه. ويُمكن للأشخاص الذين يُعانون من صدمة الحساسية بعد التعرض لمسبب حساسية معروف أن يحملوا تلك الحقنة معهم لاستخدامها عند الحاجة، حيث يعمل هذا الدواء على إرخاء عضلات مجرى التنفس بسرعة.

علاج صدمة الحساسية

اتصِل بالإسعاف على الفور إن ظهرت عليك أو على أيشخصٍ آخر، علامات الإصابة بصدمة الحساسية. وتُوصي المكتبة الوطنية للطب وموقع Mayo Clinic بالتالي في هذه الحالة:

  • استخدام دواء حساسية لحالات الطوارئ عن طريق الحقن بأسرع ما يُمكن، إن كان متاحاً.
  • كشط إبرة النحلة من جلد الشخص إن تعرَّض للسعة نحلة، إن كان ذلك ممكناً. وأفضل  طريقة لفعل ذلك هي باستخدام أظافرك، أو حافة بطاقة الائتمان. وتجنّب استخدام الملقاط أو الضغط على المنطقة الملسوعة؛ كي لا يدخل مزيد من السم داخل جلد الشخص.
  • مساعدة الشخص المصاب على الاستلقاء مع رفع أقدامه عن الأرض بنحو 30 سم، لتقليل خطر الإصابة بحالة صدمة.
  • إجراء عملية إنعاش القلب والرئتين (CPR) إذا كان الشخص المصاب لا يتنفس.
  • لا بد من إخبار الأساتذة وزملاء العمل والأصدقاء بهذه الحساسية؛ حتى يتمكنوا من إعطائك حقنة الأدرينالين في حالة الطوارئ في أثناء انتظار سيارة الإسعاف.

العلاجات الطبيعية المنزلية لرد الفعل التحسسية

إذا كانت الأعراض خفيفة للغاية، فيمكن للاستراتيجيات التالية -الخالية من الأدوية- أن تخفف حدة الأعراض:

  • شطف الأنف بمحلول ملحي: لإزالة مسببات التهيّج، مثل حبوب اللقاح والغبار، من جيوبك الأنفية وإزالة الاحتقان.
  • كمادات المياه الباردة: لتهدئة الطفح أو التهيّج الجلدي.
  • مكنسة كهربائية مزودة بفلتر: لشفط مسببات الحساسية  مثل وبر الحيوانات الأليفة، من منزلك.
  • منقِّي هواء: لتنظيف هواء المنزل من مسببات الحساسية.
  • مرطب الهواء: وهو جهاز يزيد الرطوبة في الهواء؛ للمساعدة على تخفيف أعراض سيلان الأنف، أو جفاف الحلق، أو الاحتقان.

وأخيراً، لا بد من استشارة الطبيب إن لم تكن واثقاً بفاعلية علاجٍ ما، فالتنسيق مع الخبير المناسب يصنع فارقاً كبيراً في الحياة اليومية لمرضى الحساسية.