قدم وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي مساء أمس الخميس التعازي والمواساة لعائلة الراحل عبد القادر عثماني شيخ زاوية علي بن عمر الذي وافته المنية الثلاثاء الماضي ببلدية طولقة (40 كلم غرب بسكرة) عن عمر ناهز 94 سنة إثر وعكة صحية ألمت به, كما سلم لعائلة الفقيد رسالة تعزية من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
وقد حضر جلسة تقديم العزاء التي جرت بمسجد ذات الزاوية أفراد من عائلة الفقيد وإطارات من الوزارة وسلطات ولاية بسكرة وعدد من المشايخ وأئمة وطلبة الزاوية.
وجاء في كلمة ألقاها الوزير بالمناسبة: ''إن الألم و الأسف يعتصر الجميع بفقدان الشيخ عبد القادر عثماني الذي كان ركيزة لهذا الوطن وعالما متواضعا ومجاهدا ومناضلا ومفسرا لكتاب الله في دروس استمرت 23 سنة إيمانا منه بدوره في نشر رسالة التوحيد''.
وأضاف الوزير أن الشيخ الذي حافظ على رسالة العلم والدين بالزاوية قد ساهم بمجهود كبير في تخرج علماء وأئمة، معتبرا أن الجزائر ''فقدت ركنا من أركانها وأن الجزائر حزنت لرحيل هذا العالم الفاضل وتذكر مآثره وما قدمه للوطن".
كما أكد أن هناك خلف يحمل الرسالة لمواصلة مسيرة العلم والمحافظة على المهمة النبيلة .
من جهته، أكد شيخ الزاوية الجديد نجله سعد عثماني الذي قدم شكره لوفود المعزين من كل الفئات أن رسالة التعليم القرآني التي تضطلع بها الزاوية ''ستبقى مستمرة كما كانت دائما''، مضيفا أن معاملة الشيخ الراحل الحسنة للناس وكرمه ستترك ذكرى طيبة لدى الجميع وخاصة لدى الذين عرفوه عن قرب .
للتذكير، فإن شيخ زاوية علي بن عمر بطولقة عبد القادر عثماني الذي تولى مشيخة زاوية علي بن عمر منذ سنة 1966 قد وافته المنية بمنزله العائلي بمقر الزاوية وووري جثمانه الثرى أمس الأربعاء في أجواء جنائزية مهيبة وسط حضور رسمي وشعبي لافت .
وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قد بعث برسالة تعزية لعائلة الفقيد جاء فيها: " الله أكبر. فاضت روح الشيخ الإمام سيدي عبد القادر عثماني, إلى بارئها, والتحق سليل العلماء الأجلاء, اصيل مدينة طولقة العريقة في العلم والاصلاح بالرفيق الأعلى, رحل هذا العالم الجليل, الفقيه المدرس, بعد أن عاش مديد عمره مؤتمنا على إرث والده الشيخ الحاج الذي تعهد ورعى بهمة العلماء زاوية جده سيدي علي بن عمر في طولقة".
واضاف الرئيس تبون "وإنني لأودع معكم بتأثر ورضا صوفيا رحمانيا، حافظا في صباه كتاب الله .. ومحصلا مجيدا لعلوم اللغة والفقه، وأحد كبار شيوخ زاوية طولقة العامرة التي ظلت محطة للزوار من رجال العلم والثقافة والبحث .. ووجهة للمريدين المحبين، ينهلون من منابعها الصافية العلوم، ويتزودون من معينها بالطهر والبركات".