شدّد الخبير الاقتصادي الموريتاني، د. حسين أعمر جودة، اليوم الاثنين، على الأهمية القصوى التي تكتسيها قمة منتدى مصدّري الغاز بالجزائر (29 فيفري – 2 مارس 2024)، مشيراً إلى أنّها ستنتج انعكاسات اقتصادية نوعية.
في حوار خصّ به "الإذاعة الجزائرية"، أبرز د. جودة أنّ قمة منتدى مصدّري الغاز ستكون هامة جداً، خصوصاً بالنسبة لموريتانيا الباحثة عن النهل من خبرات الجزائر، وتثمين الانعكاسات الاقتصادية المرتقبة لهذا الحدث الطاقوي العالمي الهام.
وتابع: "يتعيّن على موريتانيا أن تنفتح أكثر على الجزائر وتستفيد منها، لا سيما وأنّها من أوائل مصدّري الغاز عالمياً"، كما نوّه الخبير ذاته بمكانة مجمع سوناطراك الكبيرة على صعيد الطاقة عالمياً، لذا تعوّل موريتانيا على الاستفادة من خبرات سوناطراك ومعارف كوادرها، مجدداً الإشادة بفاعلية الشراكة الجزائرية الموريتانية الجيدة، خصوصاً مع مكانة الجزائر النفطية وخبراتها، ورصيدها الغازي الهام، مشيراً إلى امتلاك موريتانيا موارد نوعية في الزراعة والصيد.
وعرّج جودة على امتلاك موريتانيا شواطئ تمتدّ على مائة كيلومتر بين نواكشوط ونواذيبو، من أغنى شواطئ العالم بالأسماك، بجانب امتلاكها احتياطياً ضخماً من الحديد، فضلاً عن اكتشافات هائلة من الذهب، خاصة الذهب التقليدي، وكانت مداخيله هذا العام أكبر من مداخيل الحديد والنحاس.
وبشأن اهتمام الجزائر بتقديم الإضافة لموريتانيا في مجالات عديدة، منها الفلاحة والطاقة والصناعة الصيدلانية والبنى التحتية، دعا د. جودة إلى تفعيل الشراكات وتبادل الخبرات، وتكثيف البعثات من أصحاب الشهادات للاستفادة من التجربة الجزائرية الثرية، على درب تحقيق تفاعل اقتصادي أكبر بين البلدين، وتوسيع آفاق التنمية التي يتطلع إليها الشعبان الشقيقان.
الجزائر وموريتانيا مرشحتان لاكتساح أسواق غرب إفريقيا
توقّع جودة أنّه مع تجسيد مشروع طريق تندوف – الزويرات، وتعميق مسار الشراكة بين الدولتين، ستكون هناك آفاق كبيرة لمحور الجزائر – نواكشوط، مع التكامل الاقتصادي والتبادل التجاري، معتبراً أنّ تجربة الجزائر ستكون عوناً قوياً في اكتشافي موريتانيا الغازيين، ويتعلق الأمر بحقل "بير الله" (100 كيلومتر من الساحل في المياه الإقليمية لموريتانيا)، إضافة إلى حقل السلحفاة الكبرى آحميم "جي تي إيه"، المشترك بين موريتانيا والسنغال.
وبعدما رفعت الجزائر وموريتانيا حجم مبادلاتهما التجارية بنحو عشر مرات في الخمسة أعوام الأخيرة، أيّد د. جودة توقعات مراقبين، بما ستنتجه هذه الطفرة الاقتصادية والتجارية اللافتة على محور الجزائر – نواكشوط، وركّز على إمكانيات زيادة قدرات الدولتين على اقتحام منطقة غرب إفريقيا وأسواقها الواعدة التي تستوعب ما يربو عن الـ 400 مليون نسمة.
ورشّح محدثنا المواد الجزائرية المصنّعة لاقتحام السوق الموريتانية وأسواق غرب إفريقيا، في ظلّ سعي الجزائر إلى زيادة صادراتها بعيداً عن المحروقات إلى ما فوق السبعة مليارات دولار، مشيراً إلى أنّ التعاون الجزائري الموريتاني سيمنح آفاقا واعدة لرجال الأعمال في الدولتين، بحكم حرص موريتانيا على توفير فرصٍ أكبر للتنمية، وتطلعها لتنويع صادراتها نحو الجزائر وغرب إفريقيا.
وتشهد العلاقات الجزائرية الموريتانية زخماً متصاعداً منذ العام 2019، على وقع إطلاق مشاريع عديدة تضع الأساس لبنية تحتية مشتركة تمهّد لاستثمارات تقود إلى تكامل اقتصادي هام.
ويؤكد عموم الخبراء امتلاك موريتانيا مستقبلاً اقتصادياً واعداً، فهي دولة لا يزيد سكانها عن 4.6 ملايين نسمة، وتطل على المحيط الأطلسي، ويُتوقع أن تكون قبلة استثمارية في المستقبل القريب، مع حضور استراتيجي للمنتجات الجزائرية.
مبعوث الإذاعة الجزائرية إلى نواكشوط – رابـح هوادف