حذر خبير الأمم المتحدة المعني بالسودان, رضوان نويصر, من الوضع المأساوي لحقوق الإنسان في السودان مع انتشار النزاع إلى مناطق جديدة, مشيرا إلى أن حجم ومستوى انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت "مرعب".
وأكد الخبير الأممي المعين من قبل المفوض السامي لحقوق الإنسان, في بيان صحفي صادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان, أن المدنيين في السودان تعرضوا لمستويات غير مسبوقة من العنف والمعاناة منذ بداية "هذا النزاع غير المبرر" بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وبعد اختتام زيارته التي استمرت خمسة أيام إلى بورتسودان, اجتمع خلالها مع السلطات السودانية, حثهم فيها على اتخاذ إجراءات عاجلة في أربعة مجالات أساسية, تتمثل في ضمان حماية المدنيين في سياق النزاعات من خلال الامتناع عن الهجمات العشوائية, بما في ذلك استخدام الأسلحة المتفجرة واسعة النطاق في المناطق المأهولة , والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق, بما في ذلك تسريع الإجراءات الإدارية, لتمكين تقديم المساعدات للمحتاجين.
وكما دعا الخبير الأممي, السلطات, إلى ضمان المحاسبة عن جميع انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان, بغض النظر عن هوية مرتكبيها.
وعن اجتماعه مع النازحين, أعرب نويصر عن صدمته بشأن الظروف التي اضطروا إلى العيش فيها, تحت درجات حرارة مرتفعة , مع وصول محدود للخدمات الأساسية مثل المياه والغداء والرعاية الصحية.
جدير بالذكر أن الخبير نويصر عين أواخر عام 2022 من قبل المفوض السامي لحقوق الإنسان بناء على طلب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق الانتهاكات المرتكبة في السودان منذ 25 أكتوبر 2021 والإبلاغ عنها وتم تعزيز ولايته خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان لتشمل الانتهاكات الناجمة بشكل مباشر عن النزاع الحالي.
يشار إلى أن القتال في مناطق متفرقة من السودان بين الجيش, بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان, وقوات الدعم السريع, بقيادة محمد حمدان دقلو, لا يزال مستمرا منذ 15 أفريل 2023, حيث خلف وفاة آلاف المدنيين وتدمير البنى التحتية ونزوح وهجرة الملايين, فضلا عن مجاعة وصفتها المنظمات الأممية بأنها "الأوسع انتشارا" في الوقت الحاضر.