أكّد وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان، هذا الخميس، أنّ قطاعه شرع في العمل من أجل تحسين الخدمات الجامعية من خلال وضع "خارطة طريق استعجالية" تخص عدة مجالات, لا سيما الوقاية والأمن والإطعام والإيواء.
برسم جلسة علنية بالمجلس الوطني الشعبي خصّصت لطرح الأسئلة الشفوية, أوضح بن زيان أنّ الوزارة "شرعت في العمل من أجل تحسين الخدمات الجامعية, وذلك بعد القيام بتشخيص دقيق وتقييم شامل لوضعيتها على كل المستويات بغرض توضيح الرؤى وتحديد النقائص والأولويات".
وفي رده عن سؤال للنائب ماسينيسا واري حول "وضعية الخدمات الجامعية وضرورة تطويرها", ذكر بن زيان أنّه "تم وضع خارطة استعجالية من أجل تحسين وضعية الخدمات الجامعية تشمل ثمانية محاور أساسية متعلقة بالوقاية والأمن، الإطعام، النظافة، التدفئة، الإيواء والنقل".
وأشار المسؤول ذاته إلى أنه "تم إيفاد لجان تفتيش وتقييم ومرافقة إلى عدة أقامات جامعية منتشرة عبر كامل التراب الوطني, تم بفضلها رسم صورة شاملة وحقيقية لما تعيشه الإقامات الجامعية من اختلالات".
وأضاف أنّ تقييم اللجان أظهر أن الوضعية التي تعرفها الخدمات الجامعية "متفاوتة من إقامة إلى أخرى", حيث لوحظ أنّ "وضعية عدد من الإقامات الجامعية توجد في حالة حسنة وأخرى في حالة متوسطة, بينما يوجد عدد قليل منها في حالة سيئة", مؤكدا أنه تم إثر هذا الإحصاء, اعتماد "تدابير استعجالية للتكفل بالنقائص والاختلالات المسجلة, والتي تم طرحها للإثراء والمناقشة في اللقاءات الدورية المنعقدة مع مديري ومسيري الخدمات الجامعية خلال سنة 2021"، وأعرب عن أمله في أن يتم "استدراك النقائص المرتبطة بتعبئة الموارد والمتطلبات والانخراط الفعلي في عملية التحسين وإشراك جميع الأطراف في هذه العملية".
في الإطار ذاته، شدّد الوزير على أنه "تم الشروع في إعادة تأهيل المرافق الخدماتية وترميمها وتجهيزها لتدخل حيز الخدمة قبل الدخول الجامعي 2023/2022", مشيرا إلى أن الوزارة أطلقت "عدة عمليات لحل الإشكالات التي تعرفها بعض الإقامات الجامعية تتمثل في تجهيز التي تعرف نقصا في الأفرشة والأسرة والأغطية والشروع في تهيئة تلك التي كانت تعرف تدهورا كبيرا في أجزائها".
وكشف الوزير عن "غلق ست إقامات جامعية تجري عملية إعادة تهيئتها وشرع في ترميم جزئي لتلك التي تعرف وضعيتها تدهورا ولم يتمكن القطاع من غلقها لعدم وجود بدائل أخرى لإسكان الطلبة", مشيرًا إلى أنّ قطاعه الوزاري "أطلق عملية تجهيز 50 ألف سرير تخص إعادة تجديد الأسرة القديمة، بالإضافة إلى تجهيز إقامات جديدة وتجهيز 11 مطعما مركزيا واقتناء 75 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية".
ولدى تطرقه للجانب الأمني والوقاية على مستوى هذه الإقامات الجامعية, ذكر بن زيان أنّه تم اتخاذ "جملة من الإجراءات من بينها تعزيز المداخل الرئيسية بأعوان أمن مؤهلين وإعادة توزيعهم بطريقة فعالة, مع تدعيم الإنارة الخارجية داخل الإقامة ومحيطها وتزويدها بالكاميرات".
وفي ردّه عن سؤال النائب رياض حناشي حول "إعادة إطلاق مشروع 2000 سرير التابع للمدينة الجامعية بولاية بجاية", أوضح الوزير أنّ المعاينات والتقييمات التي قامت بها الوزارة أظهرت أن المدينة الجامعية ببجاية "تضم مديريتين للخدمات الجامعية ببجاية والقصر, كل واحدة منهما تشرف على تسيير ست إقامات جامعية تبلغ طاقة استيعابها ببجاية 12.004 سرير مستغل من قبل 7.554 طالب وطالبة بفائض أسرة يقدر ب 4.450 سرير وبنسبة امتلاء تصل إلى نحو 63 بالمائة".
أما بالنسبة لمديرية الخدمات الجامعية بالقصر, فأشار بن زيان إلى أن عدد أسرتها "يبلغ 11.331 سريرًا مستغلاً من قبل 9150 طالبًا وطالبة, بفائض يقدّر بـ 2181 سريرًا، وبنسبة امتلاء وصلت إلى حوالي 81 بالمائة".
وبخصوص مشروع 2000 سرير, أكد الوزير أنّ "الانطلاق في دراسته تزامن مع الضائقة المالية التي عرفتها الجزائر في ذلك الوقت, مما نجم عنه تجميد المشروع رفقة العديد من المشاريع التي يشرف عليها القطاع في مختلف ولايات الوطن", مذكرا أن قطاعه "راسل الوزير الأول من أجل رفع التجميد عنها تدريجيًا".
وفي رده عن سؤال للنائب أحمد صادق حول فتح التكوين في تخصص العلوم الطبية بجامعة حسبة بن بوعلي بولاية الشلف, قال الوزير إنّه "في حالة توفر الشروط اللازمة لذلك فإنّ "مصالحه ستشرع في دراسة الطلب بعناية واهتمام".