أكد المحلل السياسي الدكتور معاش بومدين أن التعديل الحكومي الذي أجراه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، يوم الاثنين، يتماشى مع رؤيته لمسار تحديث وتطوير البلاد. وأشار إلى أن هذا التعديل جاء بعد مرحلة من التأنّي والروية في اختيار الطاقم الجديد، عقب فوزه بعهدة رئاسية ثانية خلال الانتخابات الرئاسية المسبقة التي نظمت يوم 7 سبتمبر الماضي.
وخلال مشاركته في برنامج ضيف الدولية، هذا الثلاثاء، وصف الدكتور بومدين التشكيلة الجديدة بأنها حكومة كفاءات وطنية، تتألف في غالبيتها من التكنوقراط وأصحاب الخبرة. وأوضح أن الظروف ربما لم تنضج بعد لتشكيل حكومة سياسية، مؤكدًا أن هذا قد يتغير في المواعيد والاستحقاقات القادمة.
حكومة جديدة لتجسيد برنامج طموح ومواكبة مؤشرات النمو الاقتصادي
وأضاف الدكتور بومدين: "تشكيل هذه الحكومة ينسجم مع الاستراتيجية والأسلوب اللذين انتهجهما رئيس الجمهورية منذ عهدته الأولى، وستكون عليها مسؤولية تجسيد برنامجه السياسي الطموح والوفاء بالوعود التي قدمها خلال حملته الانتخابية". وأشار إلى مؤشرات اقتصادية إيجابية للنمو، مثلما أشار تقرير صندوق النقد الدولي الأخير، الذي أوضح أن الجزائر تحتل اليوم مرتبة جيدة في طليعة دول القارة الإفريقية وشمال إفريقيا.
ترقية وزارة الخارجية إلى وزارة دولة: رسالة لتعزيز العمق الإفريقي
وفي السياق ذاته، رحب الدكتور بومدين بقرار ترقية وزارة الشؤون الخارجية إلى وزارة دولة، مع تعيين كاتبي دولة للعمل بجانب وزير الدولة أحمد عطاف في مجالي الشؤون الإفريقية ورعاية الجالية الوطنية بالخارج. وقال: "هناك اهتمام متزايد بالشأن الإفريقي على المستوى العالمي، وهذا القرار يؤكد انسجام الجزائر مع عمقها التاريخي الإفريقي. كما يعكس رغبتها في دراسة التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في القارة وتأثيراتها، وبناء سياسة إفريقية تأخذ بعين الاعتبار تزايد الاهتمام الدولي بالقارة".
التكفل بالجالية الوطنية وتعزيز ارتباطها بالوطن
وأشار الدكتور بومدين إلى أن تعيين كاتب دولة متخصص في شؤون الجالية ينسجم مع رؤية رئيس الجمهورية منذ عهدته الأولى، التي تهدف إلى تعزيز التكفل بالجالية الوطنية في الخارج وتحفيزها على المساهمة في التنمية الوطنية. وأضاف: "الهجرة والمهاجرون باتوا اليوم موضوعًا للنقاش الدولي والجيوسياسي، ويشكلون عاملاً مهمًا في تعزيز الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين الجالية والوطن".
وزارة الاتصال: تعزيز الإعلام الوطني ومواجهة التحديات الدولية
وحول التعيين الجديد على رأس وزارة الاتصال، أوضح الدكتور بومدين أن اختيار الدكتور محمد مزيان يتناسب مع طبيعة المرحلة محليًا ودوليًا. وقال: "الدكتور مزيان يتمتع بكفاءة عالية وتجربة عريضة في مجال الإعلام، حيث عمل كمدير للاتصال بوزارة الخارجية وفي العديد من السفارات بالخارج. وهو ملمٌّ بالسياسات الإعلامية الدولية وبالإعلام المؤسساتي، ما يمنحه ميزة إضافية لإدارة قطاع الاتصال".
وأضاف: "هذه الخلفية ستتيح للوزير الجديد مرونة أكبر في مجال التعاون الدولي، وهو مجال حساس في عالم يواجه تحديات الدعاية وحروب السيطرة وتوجيه الرأي العام. وفي ظل محاولات فرض أجندات خارجية، أثبتت الجزائر خلال السنوات الأخيرة تفوقها وإنجازاتها ودعمها القضايا العادلة، ما يجعلها عرضة لحملات دعائية مغرضة تستهدف مواقفها ومكانتها الدولية".