الترحم على روح فرانز فانون : محطة لاستحضار الذاكرة وتأكيد على مواصلة المسار

فرانز فانون
30/10/2021 - 22:54

 أجمع مساء اليوم السبت بالطارف أعضاء الوفد الإفريقي الذي حل بالجزائر للمشاركة في احتفالات الذكرى ال 67 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر على "ضرورة مواصلة المسار الذي رسمه زعماء و مناضلون من أصدقاء الثورة الجزائرية لبناء مستقبل شعوب إفريقيا".

و لدى تنقلهم مساء اليوم إلى ولاية الطارف للترحم على روح الدكتور فرانز فانون (1925-1961)، أوضحوا بمقبرة الشهداء ببلدية عين كرمة، و تحديدا حول ضريح هذه الشخصية التي اعتنقت الثورة الجزائرية و انضمت لجبهة التحرير الوطني من أجل حرية وسيادة الجزائر بأن فكر ونضال فرانز فانون من أجل سيادة الشعوب الإفريقية و اتحادها و الذي كسر قيود الاستعمار و مكن من الخروج من الهيمنة الاستعمارية "يبقى قائما ومحفزا لشعوب القارة السمراء".

و قد استحضر في هذا السياق الرئيس الأسبق لدولة الموزمبيق جواكيم ألبرتو شيسانو فكر ونضال فرانز فانون الذي ألهم -كما قال- الحركات التحريرية بعدة دول إفريقية وكان من منظري فكر الوحدة بين دول القارة السمراء من أجل الخروج من السيطرة والهيمنة الاستعمارية .

وعبر ذات المتحدث عن تأثره العميق لوجوده إلى جانب أعضاء الوفد من بينهم أوليفيى فانون نجل الطبيب النفسانى والمناضل والمنظر فرانز فانون من أجل استحضار الذاكرة وتأكيد البعد القاري للفكر التحريري الذي نشرته الثورة الجزائرية في نفوس مناضلين أمثال فرانز فانون الذي يبقى فكره قائما ليلهم أجيال المستقبل، كما أضاف .

من جهته، ذكر وزير الدولة السابق للسينغال عبدو اللاي باتيلي بأن فرانز فانون "يبقى رمزا حيا للفكر المناهض للاستعمار وحق الشعوب في الحرية والسيادة"، مضيفا بأن نضالات فانون و أعماله العلمية التي حملت تصورا استشرافيا لمستقبل الشعوب المضطهدة "كان وسيبقى مصدر إلهام للطلبة والباحثين ومرجعا هاما لمواصلة الدرب و التخلص من أشكال الهيمنة الاقتصادية والفكرية و الثقافية التي لا تزال تهدد شعوب القارة" .

كما أكدت السيدة سميرة نكروما ابنة الزعيم الغاني كوامى نكروما خلال مراسم الترحم على روح فرانز فانون بأن "النضال الذي جمع المناهضين للاستعمار بالأمس يدفعنا اليوم إلى النظر إلى المستقبل بفكر الوحدة والتكامل ما بين الدول والشعوب الإفريقية من أجل التصدي لكل الأشكال الجديدة للهمينة والتخلص من قيود التبعية" .

كما تنقل الوفد الأفريقي الذي كانت ترافقه وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال و المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة عبد العزيز مجاهد وشخصيات تاريخية و مجاهدين من ولاية الطارف إلى ساحة الحكيم فرنز فانون ببلدية عين كرمة بذات الولاية حيث كانت لهم وقفة أمام النصب التذكاري المخلد للمناضل فانون و اطلعوا على مجموعة من الصور التاريخية لفرانز فانون رفقة مجاهدين و أعضاء من الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.

للتذكير، فقد التحق فرانز فانون الذي ولد سنة 1925 بجز المارتينيك بجيش التحرير الوطني سنة 1955 و ذلك بعدما تخلى عن منصبه كطبيب نفساني مختص في الأمراض العقلية بمستشفى البليدة ليتفرغ للنضال بفكره المناهض للاستعمار .

وقد توفى فرانز فانون بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1961 ودفن بولاية الطارف تنفيذا لوصيته التي أصر فيها على دفنه بأرض الجزائر تاركا وراءه عدة أعمال فكرية مناهضة للعنصرية و الاستعمار.