انطلقت اليوم الثلاثاء بالمركز الافريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب (الجزائر العاصمة)، أشغال الملتقى الدراسي حول الارهاب السيبراني، والموسوم "استخدام الفضاء الالكتروني لأغراض الارهاب في إفريقيا"، وذلك بمشاركة مختصين وخبراء أجمعوا على ضرورة تطوير استراتيجيات فعّالة لمواجهة التحديات القائمة.
وفي كلمته خلال افتتاح أشغال هذا الملتقى، أوضح مدير المركز، ادريس منير لعلالي، أنّ هذا الملتقى "يمثل نقطة تحول حاسمة في جهودنا الجماعية لتعزيز قدراتنا على منع وكشف والاستجابة للتهديدات في الفضاء الالكتروني، بحيث اتسع الإرهاب والتطرف العنيف في عدة مناطق من افريقيا، مما ينتج عنه آثار وخيمة على الأرواح البشرية وتدمير الممتلكات والبنية التحتية".
وأشار إلى ارتفاع عدد الهجمات الإرهابية وعدد ضحاياها في العقد الأخير، بحيث سجلت قاعدة البيانات التابعة للمركز التي ترصد حوادث الإرهاب في إفريقيا، منذ بداية 2023، زيادة بنسبة كبيرة في عدد الهجمات الإرهابية وفي عدد الضحايا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يعكس "مدى التهديد الذي تعرفه القارة حالياً".
وحذّر من "توسع التهديدات المرتبطة بالإرهاب لتشمل الفضاء الإلكتروني بما يعرض الدول الأعضاء بشكل أكبر لأنواع جديدة من الإجرام عبر الانترنت، يضاف إلى ذلك استغلال الجماعات الإرهابية للتكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي وشبكات التواصل الاجتماعي، بحيث أصبحت الانترنت ومنصات التواصل وسائل لهذه الجماعات للتواصل ونشر أفكارها واستقطاب الأعضاء الى جانب جمع الموارد وتنسيق الهجمات".
ولمواجهة هذه التهديدات المتطورة، يتعين بحسب لعلالي، على الدول الأعضاء "تبني نهج مشترك ومتعدد الأطراف لفهم هذه التحديات وتطوير استراتيجيات فعالة لمنعها ومحاربتها".
من جهته، أكد ممثل المدير التنفيذي لآلية الاتحاد الافريقي للتعاون الشرطي (أفريبول)، محمد شاقور، أنّ التطور التكنلوجي الكبير "أنشأ مخاطر جديدة وفتح الباب أمام الأعمال الإرهابية والجريمة العابرة للحدود، وما ترتب عنه صعوبة في الاستجابة من قبل الأجهزة الأمنية، بحيث زاد استخدام الجماعات الإرهابية للأنترنيت من تعقيد الأمور وهو ما يتطلب سرعة في الاستجابة من قبل الدول والتي تتطلب تبادل الخبرات للخروج بأساليب مشتركة لمواجهة التحديات القائمة".
في هذا الشأن، شدّد على "أهمية تبني سياسات وقوانين واضحة تشمل تجريم الأعمال غير المشروعة والتحكم في الفضاء الالكتروني، وتوسيع صلاحيات البحث المتعلقة بالإرهاب في هذا الفضاء"، لافتاً إلى أنّ الاستجابة القوية والفعالة "تتطلب توحيد الجهود وأيضاً احترام حقوق الإنسان وسيادة كل دولة".
من جهته، أكد الأمين التنفيذي لقدرة إقليم شمال إفريقيا، أحمد التاجوري، "وجود مشروع جدي على مستوى الاتحاد الافريقي لتشكيل فرق متخصصة في مكافحة الإرهاب في إطار القوة الافريقية الجاهزة، لتكون إحدى أدوات مكافحة الإرهاب في القارة".
وأوضح أنّ التقدم المذهل الذي حصل في العقود الأخيرة في مجال تقنية المعلومات والاتصال، "واكبته تحديات جدية بحيث يتم استغلال هذه الوسائل الحديثة والمتطورة في الجريمة والارهاب سواء من خلال القرصنة الالكترونية للمعلومات والأموال أو التجنيد والتدريب، بما يتطلب تكاثف جهود الجميع للقضاء عليها من خلال تدارس الجريمة السيبرانية للخروج بتوصيات حول أنجع الأساليب لمواجهة الارهاب السيبراني".
وفي الإطار ذاته، شدّدت ممثلة وزارة الدفاع الوطني، صبيحة طهرات، على أنّ "الفضاء السيبراني أضحى يمثل جانباً هاماً من حياتنا واقتصادنا وأمن دولنا وقارتنا، مما يتطلب تعزيز التعاون لتفادي وردع أي هجوم سيبراني يهدّد أمن الدول الافريقية".
وسيعكف الخبراء والمختصون خلال 4 أيام، على دراسة وتحليل مختلف الجوانب التقنية والقانونية للإرهاب السيبراني، وتقديم أنجع الحلول للحدّ من هذا الخطر الذي يهدد أمن وسلامة الأفراد والمجتمعات والدول.