أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الأحد، بتشجيع الاستثمار في المجال البيئي, وخاصة في مجال تحويل واستغلال النفايات المنزلية التي تمثل "ثروة حقيقية"، تزامنًا مع توجيه الرئيس لتسريع إتمام مشروع وادي الحراش المدمج. في خطوة تشي بتسريع تفعيل منظومة الاستثمار البيئي.
نوّه بيان لاجتماع مجلس الوزراء, إلى أنّ الرئيس تبون أمر بإشراك المواطنين في الاهتمام بقطاع البيئة، وذلك بالتعاون مع المجتمع المدني, باعتباره حليفًا للقطاع, مع تكثيف الحملات التحسيسية وتعزيز روح المنافسة في المجال البيئي, على مستوى المدارس وبين الأحياء, من أجل الوصول إلى نوعية حياتية جيدة.
ووجّه القاضي الأول في البلاد، تعليمات بتثمين المبادرات المسجلة في بعض القرى والأحياء, بهدف الاهتمام بالثقافة البيئية، كما وجّه الرئيس تبون تعليمات للوزير الأول, وزير المالية, بالعمل على تسهيل الوصول إلى قروض تمويل مشاريع المؤسسات الناشطة في مجال معالجة النفايات المنزلية.
وشدد الرئيس تبون أيضا على ضرورة تثمين المشاريع الناجحة في مجال حماية البيئة, على غرار تحويل مفرغة واد السمار إلى فضاء أخضر, باعتبارها "نموذجًا حضاريًا ناجحًا" لحماية البيئة.
وتتميز الجزائر بتنوع كبير في النظم البيئية، وثراء نوعي على مستوى المناطق الرطبة التي تعتبر موردا ثمينا في مجال التنوع البيولوجي المشجّع لمختلف أشكال الحياة البرية، وهو عامل يوفر ملاذًا طبيعيًا للجزائريين ويسمح باستقرار عشرات الأنواع من الطيور البرية المهاجرة.
وتضم الجزائر 1451 منطقة رطبة بينها 762 طبيعية و689 اصطناعية، كما تتوفر الجزائر على 42 موقعا متربعا على مساحة تقارب ثلاثة ملايين هكتار، ويشير الخبير عبد القادر عزوز إلى أنّ المناطق الرطبة في الجزائر تتوزع على مساحات مائية وأحواض ومستنقعات بما فيها مساحات المياه البحرية التي لا يتجاوز عمقها ستة أمتار، وتتوفر على مياه مترسبة وأخرى عذبة ومالحة.
وتستوعب المناطق الرطبة 28 نوعًا من الطيور البرية المهاجرة مثل: الحجل، أبو ساق، أبو ملعقة، الهدهد، الغراب الكبير، بوسمبولة والغطاس الكبير وغيرها، وبدرجة أقل تشهد المناطق الرطبة في الجزائر قدوم أنواعا أخرى من الطيور على غرار: البط ذو العنق الأخضر، النحام الوردي، الشهرمان، الغرة، حذف الشتاء، النكات والكركري الرمادي، وتقصد أصناف الطيور المذكورة مجمل المناطق الرطبة الغنية بتنوعها البيولوجي وذلك بجنوب ووسط وغرب البلاد، أين تقيم هناك بغرض التكاثر والغذاء باعتبارها ملاذا آمنا وغنيا.
وبين المناطق الرطبة، تتألق بحيرة الرغاية (33.8 كيلومترات شرق العاصمة) التي حباها الله بالسحر والجمال الطبيعي الأخاذ، من خلال امتداد هذه البحيرة على مساحة مائية وبرية قدرها 1100 هكتار، وتعتبر البحيرة آخر ما تبقى من المنطقة الرطبة لأسطورة متيجة القديمة والتي لا تزال شاهدة على ذخيرة طبيعية مفقودة بسبب لجوء قدماء المستوطنين الفرنسيين إلى تجفيفها.
ووسط منظر بانورامي، يجلب التنوع الذي يميز بحيرة الرغاية الشغوفين بالطبيعة وعلى وجه الخصوص الطيور التي تعيش بها وتصل إلى نحو 203 صنفًا بينها 82 صنفًا مائيًا و55 صنفا محميا بموجب القوانين الجزائرية، كما توجد بالبحيرة أربعة أصناف من الطيور مهددة بالانقراض، لذا عمدت ادارة البحيرة إلى نصب أقفاص مخصصة لتربية بعض الأنواع الجميلة من الطيور كالبط والحجل.
وأعلنت السلطات عن عدة مشاريع في إطار الحفاظ على المناطق الرطبة وتسييرها، كما باشرت مديرية الغابات وجمعيات حماية الطبيعة قبل فترة جملة أنشطة تحسيسية لفائدة المواطنين حول وظائف وقيم ومزايا المناطق الرطبة، بينها إعداد مخططات تسيير المناطق الرطبة لسهل فرباس-صنهاجة، وإعادة تأهيل خمس مناطق رطبة ذات أهمية عالمية واقعة بولايات الطارف وجيجل وغرداية وتلمسان، ناهيك عن افتتاح فرع للصندوق العالمي للطبيعة لمنطقة المتوسط، فضلا عن نشر الطبعة الخامسة لأطلس المناطق الرطبة، كما تمّ تصنيف 18 موقعا جديدا ضمن قائمة إتفاقية رامسار للمناطق الرطبة التي انضمت إليها الجزائر سنة 1982.
رابح هوادف - ملتيميديا الإذاعة الجزائرية