ضرورة بناء و تكوين قدرات فعالة في إدارة المخاطر للمحافظة على الموروث الثقافي

تو
02/05/2024 - 17:28

أكد المشاركون في أشغال ندوة علمية بعنوان "التراث الثقافي و إدارة المخاطر في ظل الأزمات و الكوارث الطبيعية" نظمت اليوم الخميس بالمتحف العمومي الوطني بسطيف  على ضرورة بناء و تكوين قدرات فعالة في إدارة المخاطر للتقليص من هذه الأخيرة و الحفاظ على الموروث الثقافي .

و أوضح في هذا الإطار، الأستاذ عبد الكريم عزوق من معهد الآثار بجامعة الجزائر 2 بأن العوامل الطبيعية كالحرائق و الزلازل و غيرها تؤثر بطريقة مباشرة على الموروث الثقافي المادي و على البنية التحتية للمدن و البنايات الأثرية و التاريخية و تؤدي إلى تشويهها و تدميرها ما يستدعي -حسبه- محاولة التقليص من هذه الأضرار ببناء و تكوين كفاءات في مجال إدارة المخاطر و تعزيز القدرات الوطنية في مجال الوقاية.

كما دعا الأستاذ عزوق إلى أهمية الحفاظ على التراث الثقافي من التدمير و الضياع و التشويه و كذا السرقة و الإهمال بتفعيل القوانين الخاصة بحماية التراث بهدف الحفاظ على الذاكرة و التاريخ و الانتماء الحضاري.

و ذكر ذات المتدخل بأن الحفاظ على التراث الثقافي "يتطلب أيضا تدعيمه بوسائل المراقبة من السرقة و الضياع و توفير التكنولوجيات الحديثة لاسيما ما تعلق بالمتاحف و المواقع الاثرية من تسييج للمواقع المفتوحة  في الهواء الطلق و غيرها".

كما أبرز أهمية نشر الوعي و الثقافة الأثرية في أوساط المواطنين باعتبار أن المحافظة على التراث مسؤولية الجميع، مثمنا بالمناسبة دور الفرق المختصة في مكافحة تهريب التراث الثقافي و المتاجرة بذاكرة الشعوب على غرار الجمارك و الدرك و الأمن الوطنيين في استرجاع القطع الأثرية لتبقى شواهد مادية على الحضارة الجزائرية عبر العصور.

أما مسؤول ديوان تسيير و استغلال الممتلكات الثقافية بسطيف، مصباح بوحزام، فقد تطرق في مداخلة بعنوان "إدارة المخاطر في الممتلكات الثقافية" إلى المسؤولية التي تقع على عاتق المؤسسات الثقافية أثناء تعرض التراث الثقافي للخطر، داعيا إلى "التخطيط من الناحية العلمية للتمكن بأفضل السبل من تخفيف هذه المخاطر و ذلك  بأساليب مدروسة".

و أضاف بأن القائمين على رعاية التراث الثقافي مدعوين إلى تحديد الأولويات و الاختيارات لاستخدام الموارد المتاحة و المتوفرة على أفضل وجه وذلك عند التخطيط و اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية كل المجموعات المتحفية و المباني و المعالم و المواقع الأثرية لتسهيل الوصول إليها و استمرارية استخدامها على المدى الطويل.

ويهدف هذا اللقاء الذي حضره جميع الفاعلين في المجال من أساتذة جامعيين من عديد ولايات الوطن و محافظي التراث الثقافي و دواوين تسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية، بالإضافة إلى مصالح الدرك و الأمن الوطنيين و الجمارك و كذا الحماية المدنية إلى مناقشة طرق و وسائل الحفاظ على التراث الثقافي في ظل الأزمات و الكوارث الطبيعية و تعزيز الوعي الاجتماعي في هذا المجال, حسب المنظمين.

كما تم بالمناسبة مناقشة عديد المواضيع ذات الصلة بالموضوع على غرار "الزلازل و الكوارث الطبيعية بمواقع التراث الثقافي" و "الآثار و الزلازل و الأخطار و طرق الوقاية" و كذا "مخطط تنظيم النجدة أثناء حدوث كارثة ما" و "كيفية تفعيل

مخطط التدخل للمتحف العمومي عند أي طارئ" و "اتفافية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح".