البروفيسور بوترفاس نبيلة لإذاعة قسنطينة: معاناة أطفال السرطان بالجزائر مضاعفة  

أطفال السرطان في الجزائر
14/02/2022 - 23:00

قالت البروفيسور بوترفاس نبيلة رئيسة الجمعية الوطنية لمعالجة أطفال السرطان، ان الجزائر تحصي سنويا 1500 إصابة جديدة بالسرطان عند الأطفال.

وكشفت بوترفاس في حوار لإذاعة الجزائر من قسنطينة، أن عدد الأسرة المتوفرة في المصالح غير كاف و لا يتماشى مع هذا الارتفاع كما ان هناك صعوبة في قبول طلبات الإستشفاء بسبب الضغط.  

وقالت المتحدثة ان الجائحة تسببت في تأخير عمليات التشخيص بالأشعة لأن التجهيزات كانت موجهة لتشخيص الوباء.

وقد عقدت أزمة كورونا من وضعية أطفال السرطان وعائلاتهم-تضيف بوترفاس- في ظل الغلق و غياب وسائل التنقل بين الولايات بالإضافة الى تأثر الوضعية المالية للكثير من الأسر إضافة الى النقص الكبير في الأطقم الطبية و الشبه طبية بسبب المرض و الغيابات.

وأوضحت رئيسة الجمعية الوطنية لمعالجة أطفال السرطان ان الأطفال المرضى و عائلاتهم واجهوا صعوبات كبيرة في التنقل من أجل العلاج خاصة بالولايات الداخلية و الجنوب.

وكشفت البروفيسور بوترفاس عن نقص كبير في الأدوية بسبب نقص التمويل و غلق مصانع إنتاجها بالخارج بسبب الجائحة فأطفال السرطان هم فئة هشة صحيا بسبب المرض، كما أن العلاج الكيماوي يضعف الجهاز المناعي لذا فإن إصابتهم بالكوفيد تكون خطرة.

كما ان الإصابة بالكوفيد عند طفل السرطان يسبب تعفنات جرثومية و انهيار كل وظائف الجسم فكل المشاكل المطروحة للتكفل بأطفال السرطان تضاعفت خلال الجائحة-حسب المتحدثة-.

واوضحت رئيسة الجمعية الوطنية لمعالجة أطفال السرطان، ان الوزارة التي تجاوبت مع الطلب الملح لاقتناء كميات من دواء المتروتريكسان -مضيفة- نتمنى أن تكون هذه الكميات كافية لتلبية الطلب بالمصالح المتخصصة في علاج أطفال السرطان، كما ان المشكل العويص هو انه لا يوجد تقييم حقيقي للوضع و الكميات الكافية للأدوية، لذا -تضيف- لا يمكننا الجزم أن كميات الدواء التي إقتنتها وزارة الصحة قبل أيام ستكون كافية لذا نتمنى ان تلبي هذه الأدوية حاجاتنا لسنة على الأقل.

وقالت ضيفة اذاعة قسنطينة ان دواء المثوتركسان يستعمل بكثرة لعلاج سرطان  الوكينيا و سرطانات العظام عند الأطفال  لذا حان الوقت لوضع مخطط لبداية تصنيع دواء المثروتريكسان بالجزائر كما ان مكونات هذا الدواء كلاسيكية معروفة من خمسين سنة، وبإمكان الجزائر تصنيعه محليا بمجمع صيدال. وهذه الخطوة ستقلل من معاناة الأطفال و تخلصنا من التبعية للخارج.

وقالت رئيسة الجمعية الوطنية لمعالجة أطفال السرطان، ان غياب مستشفيات متخصصة لعلاج أطفال السرطان في الجزائر يشكل عائقا كبيرا للتكفل بهذه الفئة كما ان المصالح الموجودة تبقى غير كافية وهي متمركزة بالولايات الكبرى و الساحلية، بالاضافة الى ان هناك نقصا في الأطباء المتخصصين في علاج سرطان الأطفال.

وقالت البروفيسور بوترفاس ان مستشفيات سرطان الكبار ترفض التكفل بأطفال السرطان بسبب نقص الخبرة في طرق علاج هذه الفئة و طبيب الأطفال هو القادر على التكفل بهم لذلك -تؤكد- حان الوقت للتفكير في تكوين أطباء و شبه طبيين متخصصين في علاج أطفال السرطان، كما يجب التفكير بجد ايضا في  توفير مصالح علاج لأطفال السرطان بالمدن الداخلية و الجنوب.

وتسجل المتحدثة المعاناة اليومية لعائلات الأطفال المرضى في رحلاتهم الشاقة من ولاية الى أخرى من أجل العثور على مكان للتكفل بأطفالهم مؤكدة ان سرطان الأطفال مكلف من الناحية المادية و كذلك الوقت و الوجود الدائم للعائلة وللأطقم الطبية خلال العلاج لتدخل عند حدوث مضاعفات.

وتشير بوترفاس الى المضاعفات الكبيرة التي تصاحب العلاج الكيماوي عند أطفال السرطان كما ان سرطان الوكينيا و الغدد اللمفاوية و الأورام الصلبة هي الأكثر إنتشارا عند الأطفال ويشكل العامل دورا مهما في إصابة الطفل بالسرطان بنسبة تتراوح من 05 إلى 10 % بالإضافة الى ان أطفال التريزوميا عرضة للإصابة بسرطان اللوكينيا بين سن العامين إلى الأربع سنوات وهذا ما يتطلب متابعة خاصة.

وقالت ان منظمتها لا تكتفي بالدور الجمعوي فقط  بل ان عملهم يشمل الجانب العلمي كذلك من خلال تكوين الأطقم الطبية و شبه الطبية. فالبرامج التكوينية عبارة عن أيام دراسية وتكوينية يستفيد منها الأطباء المختصون و الأطباء العامون و الأطقم الطبية في طرق التشخيص و التكفل بالطفل، وتشخيص المشاكل الموجودة.

واشارت البروفيسور بوترفاس نبيلة ان التلقيح داخل محيط طفل السرطان مهم جدا لحمايته من الإصابة و تعقيداتها، سواء تعلق الأمر بالعائلة أو الطاقم الطبي.

ودعت في الأخير الجهات الوصية الى ضرورة التكفل الجاد بمشاكل أطفال السرطان وأخذها بعين الاعتبار لتخفيف معاناتهم.

 

إذاعة الجزائر من قسنطينة-هيبة عزيون

 

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية