تمثل الدورة السابعة والعشرين لمعرض الجزائر الدولي للكتاب "سيلا" 2024، فرصة ثمينة للعارضين والأدباء والمثقفين على إختلاف توجهاتهم لتبادل الافكار والاحتكاك مع بعضهم البعض.
ويستقطب الحدث المتزامن مع الذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير المجيدة، الكثير من الزوار الذين يتهافتون على دور النشر لاقتناء مختلف الكتب المعروضة.
برنامج ثري لدعم القضية الفلسطينية
وتكمن خصوصية هذا الموعد الأدبي والثقافي الهام، في كونه يتزامن مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم فاضح، في ظل تواطؤ عربي وغربي مع الكيان الصهيوني، الأمر الذي دفع بالمشرفين على هذا الحدث لبرمجة نشاطات تواكب الأحداث الدولية، وتبرز موقف الجزائر الداعم لقضايا التحرر.
وحرصت وزارة الثقافة والفنون على إبراز مدى أهمية أدب المقاومة، من خلال برمجة ندوات خاصة بالقضية الفلسطينية على غرار "أدب المقاومة في فلسطين، أقلام في وجه النار" و"فلسطين في الشعر الجزائري" وكذا "السينما في مواجهة الصهيونية"، بالإضافة إلى "التفاتة إلى الشعراء الشهداء في غزة".
الشوك والقرنفل تثير فضول القراء
مع الافتتاح الرسمي الدورة السابعة والعشرين لمعرض الكتاب، لا يثير فضول زوار "سيلا" إلا رواية "الشوك والقرنفل"، التي خطها الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار عام 2004 وهو في أحد السجون الإسرائيلية، بمدينة بئر السبع.
وتصدّرت الرواية خلال الأيام التي سبقت افتتاح المعرض، اهتمامات الكثير رواد منصات التواصل الاجتماعي، الذين أبدوا رغبة ملحة في الحصول على النسخة التي شغلت مؤخرا الرأي العام العالمي، بعد الاستشهاد البطولي للسنوار.
أدب السجون ..حاضر
قصة كفاح "السنوار" الذي يعتبر العقل المدبر لـ "طوفان الأقصى"، ومعاناته الطويلة في سجون الاحتلال التي قضى فيها ثلاثة وعشرين عامًا، سردها في قالب روائي مشوق أعاد "أدب السجون" للواجهة في معرض الكتاب الدولي.
ويقارن كثيرون رواية "الشوك والقرنفل"، بديوان "اللهب المقدس" الذي خطّه الشاعر الرمز مفدي زكرياء بسجن بربروس بالجزائر العاصمة، حيث يعد الشاعر مفدي زكريا، من أكبر شعراء الجزائر في العصر الحديث، الذين كتبوا وأبدعوا، وهم في ظلمة السجن الاستعماري فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وقد ألف النشيد الوطني الجزائري " قسما "، وهو صاحب " إلياذة الجزائر " وديوان "اللهب المقدّس".
وتتقاطع الظروف التي صاحبت طبع الكتابين كثيرا، بالرغم من الاختلاف الجوهري في النوع الأدبي الذي اختاره كل واحد منهما، فكلاهما خط كتابه بين أسوار السجن، وكلاهما كان مثخنا بجراحات الاستعمار، المشحون بروح التحرر، فجسدا معنى أدب السجون بكل ألمه وآماله في النصر.
المصدر: ملتيميديا الإذاعة الجزائرية - عمار حمادي