أكد نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، منذر بودن، أن الهجمات المتكررة للبرلمان الأوروبي على الجزائر تندرج في إطار ضغوط تمارسها لوبيات تمثل شخصيات متطرفة سياسية واقتصادية، غير قادرة على تقبل الانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه الجزائر، وسعيها لتعزيز النزعة الإفريقية التحررية.
وأشار بودن، خلال استضافته في برنامج ضيف الدولية لإذاعة الجزائر الدولية، إلى أن البرلمان الأوروبي يمارس تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للجزائر. وأضاف أن المجلس الشعبي الوطني سيعبر عن موقفه من خلال الهيئات الدولية، مثل الاتحاد البرلماني الدولي، والبرلمانين الإفريقي والعربي.
ازدواجية المعايير الأوروبية
انتقد بودن ما وصفه بازدواجية المعايير التي ينتهجها البرلمان الأوروبي، حيث يدعي الدفاع عن حرية التعبير، بينما يغض الطرف عن تجاوزات خطيرة في دوله الأعضاء. وضرب مثالاً بفرنسا التي سجنت الفيلسوف روجيه غارودي بسبب مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، مشيراً أيضاً إلى قضية اللاعب الجزائري يوسف عطال الذي تعرض لحملة شرسة ومحاكمة لمجرد تضامنه مع الشعب الفلسطيني.
وتساءل بودن عن غياب الإعلام والسياسيين الفرنسيين عن الانتهاكات التي واجهها المتظاهرون في احتجاجات السترات الصفراء، وكذلك القمع الذي تعرض له المتظاهرون المؤيدون للقضية الفلسطينية. وأكد أن دعم البرلمان الأوروبي والإعلام الغربي، خاصة الفرنسي، يقتصر على من يخدم أجنداتهم المعادية للإسلام والجزائر.
فرنسا تتخبط بسبب تراجع دورها في إفريقيا
وأشار نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى أن فرنسا تعيش حالة تخبط نتيجة تراجع نفوذها الدولي، خصوصاً في إفريقيا. وأوضح أن العديد من القواعد العسكرية الفرنسية أُغلقت في دول القارة، كما أن دبلوماسيتها فقدت تأثيرها هناك. ولفت إلى أن الجزائر، التي تبنت اللغة الإنجليزية بديلاً عن الفرنسية في العديد من المجالات، أصبحت تشكل تحدياً إضافياً لفرنسا.
سياسة الندية الجزائرية تزعج باريس
وأكد بودن أن الجزائر، منذ تولي الرئيس عبد المجيد تبون قيادة البلاد، تبنت سياسة قائمة على الندية والتكافؤ والمصالح المتبادلة مع فرنسا، دون شعارات معادية. وأضاف أن هذه السياسة لم ترُق لفرنسا، التي اعتادت علاقات غير متكافئة مع مستعمراتها السابقة، وتحاول اليوم، بشتى الوسائل، استعادة نفوذها المتآكل.
وختم بودن بالتأكيد على أن الجزائر ستواصل مسيرتها في الدفاع عن استقلاليتها وسيادتها، متمسكة بمبادئها الداعمة للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
المصدر: ملتيميديا الإذاعة الجزائرية-إسلام بلقيروس فيسة