اعتبر المحلل السياسي الدكتور رشيد علوش أن الاتفاقيات العديدة المبرمة بين الجزائر وسلوفينيا خلال اليوم الثاني من زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الى جمهورية سلوفينيا هو تعزيز للعلاقات المتسارعة بين البلدين منذ سنة 2023 وتدخل في اطار سعي الجزائر إلى ايجاد نقاط ارتكاز أخرى في الاتحاد الاوربي زيادة على ايطاليا مضيفا أن سلوفينيا هي نقطة انطلاق إلى أوروبا الشرقية وتتويج أيضا لرغبة جزائرية في العودة الى علاقاتها التاريخية مع دول كانت تربطها معها علاقات مميزة في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية منها.
وأشار الدكتور رشيد علوش خلال استضافته هذا الأربعاء في برنامج "ضيف الدولية" لإذاعة الجزائر الدولية، أن الطاقة أصبحت هي المحرك الأساسي لبناء علاقات استراتيجية مع الدول وفي سياق التحولات الجيوسياسية الراهنة أصبح الغاز مادة نادرة في البلدان الأوروبية، فمصداقية وموثوقية الجزائر جعلت العديد من هذه الدول تسعى الى ربط علاقات مميزة معها من أجل سد حاجياتها لهذه المادة الحيوية ومشتقاتها كالهيدروجين الأخضر.
وأضاف الدكتور علواش أن هذه العلاقات تدخل في اطار استراتيجية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون منذ وصوله إلى السلطة لإعادة الانتشار الديبلوماسي وتنويع الشركاء واعادة بناء نقاط ارتكاز جديدة مع احياء وترميم نقاط أخرى تكيفا مع التغيرات الحاصلة على مستوى النظام الدولي وتموضعا لصالح الجزائر.
كما يرى أن الاتفاق بين الجزائر وسلوفينيا في مجال الغاز هو الأكثر أهمية باعتباره اختراقا دبلوماسيا جيواستراتيجيا جديدا حيث أصبحت الجزائر تتفاوض حول بيع الغاز مباشرة مع الدول المعنية بكل حرية وسيادة دون احتكار أي بلد آخر لذلك، عكس ما كان عليه سابقا مع اسبانيا التي كانت البائع الحصري للغاز الجزائري وفرنسا في مختلف المجالات الأخرى.
من جانب آخر أكد "ضيف الدولية"، أن سلوفينيا جد مهمة في مجال الذكاء الاصطناعي بحكم ريادتها في هذا المجال، فمكتب الذكاء الاصطناعي لمنظمة اليونيسكو يتواجد على أراضيها، لذلك اعتبر ثاني أهم اتفاقية أبرمت خلال زيارة السيد الرئيس هي تلك المتعلقة بالذكاء الاصطناعي الذي سيصبح المحرك لكل التعاملات الاقتصادية والأمنية والتكنولوجية في العالم.
ثالث أهم اتفاقية -حسب الدكتور علوش- هي تلك المتعلقة بالفضاء بحكم التجربة الكبيرة لسلوفينيا في مجال تطوير الصناعات الفضائية و الأقمار الصناعية وامكانية استفادة الجزائر من ذلك لتعزيز مقوماتها في هذا المجال ومكانتها إقليميا ودوليا.
كما أشار ذات المتحدث الى أن هذه العلاقة والشراكة القوية هي امتداد لتوافق المواقف والرؤى بين الجزائر وسلوفينيا في مجلس الأمن باعتبار أن البلدين شغلا منصب عضو غير دائم في نفس الفترة وكانت دوما سلوفينيا داعمة لمقترحات الجزائر خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإدانتها للعدوان الصهيوني وقضية الصحراء الغربية التي يجب أن تحل في اطار الأمم المتحدة وفي اطار حق الشعب الصحراوي تقرير مصيره.
وفي الأخير أكد الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور رشيد علوش أن إقامة علاقات مميزة مع سلوفينيا لها مكاسب كبيرة للجزائر في عدة مجالات أخرى كالطب وصناعة الأدوية فضلا على أنها بوابة لكل دول شرق أوربا.