أعلن المدير المكلف بتسيير جامعة علوم الصحة، البروفيسور مرزاق غرناوط أن الجامعة ستحمل رسميًا إسم المجاهد الراحل الدكتور يوسف الخطيب، قائد الولاية الرابعة التاريخية وذلك اعترافا بإسهاماته وتخليدًا لمسيرته، مشيرًا إلى أن الجامعة تُعد صرحًا علميًا متكاملًا تضمن جودة التعليم العالي والتكوين في المجال الطبي.
وأكد البروفيسور غرناوط لدى استضافته في برنامج " ضيف الصباح " للقناة الإذاعية الأولى أن إنشاء هذه الجامعة يُجسد ثمرة حلم طالما راود أجيالًا متعاقبة من الأطباء على مدى خمسين سنة، وقد تحقق بفضل جهود الدولة، وعلى رأسها وزير التعليم العالي، الذي أصدر قرارًا تنفيذيًا في أكتوبر الماضي يقضي بإنشاء هذه الجامعة.
وأضاف قائلا ،"الجامعة تتكون حاليًا من ثلاث كليات رئيسية: الطب، وطب الأسنان، والصيدلة، ونطمح في المستقبل لفتح أقسام إضافية تواكب التحولات واحتياجات القطاع."
منظومة صحية وطنية متوازنة
وقال إن هذا المشروع يهدف إلى توحيد وتثمين الموارد بين الكليات، مما يسهم في تحسين الكفاءة في مجال الحوكمة وتقليل التكاليف، بالإضافة إلى تفادي نقص الكفاءات وضمان تغطية الاحتياجات البشرية والمالية ، كما أن توحيد المقر يعزز جودة التعليم الطبي ويرتقي بمستوى الخدمات التعليمية المقدمة.
وأوضح ضيف الأولى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تسعى من خلال تبني هذا المشروع إلى بناء منظومة تعليمية وطنية عادلة في مجال الصحة، تلبي حاجيات المواطنين بشكل متوازن، وترتقي بالخدمات الطبية إلى مستوى تطلعات المجتمع."
وأضاف قائلا ،"الجامعة ستكون إضافة نوعية في مجال تكوين الأطباء والكفاءات، لاسيما في التخصصات العلمية الأساسية، ما يعزز مرئيتها وحضورها وطنيا وإقليميا وعلى الساحة الدولية."
تحديث البرامج الطبية والتخصصات
كما كشف البروفيسور غرناوط أنه تم إضافة تخصصين جديدين خلال العامين الماضيين و يتعلق الأمر بـ " الاستعجالات الطبية" و"الصيدلة الصناعية"، فيما تضم الجامعة اليوم أكثر من 65 تخصصًا، منها 17 في مجال الصيدلة، 5 في طب الأسنان، وأكثر من 50 تخصصًا في مجال الطب.
وضمن هذا السياق ، أشار إلى أن الوزارة " تعمل حاليًا على مراجعة وتحديث محتوى البرامج الطبية في التخصصات الثلاثة، وذلك بعد مرور سبع سنوات من تطبيقها، بما يواكب المعايير الدولية، فيما تم تزويد الكليات بطاولات تشريح ثلاثية الأبعاد ومراكز محاكاة لتدريب الطلبة، مما يُعزز من مهاراتهم قبل خوض الممارسة الميدانية."
وفي سياق متصل ،أعلن المتحدث ذاته عن التوجه لإدراج مادة الذكاء الاصطناعي بدءًا من الموسم الجامعي المقبل، مع الإشارة إلى أن الجامعة أنشأت "خلية الذكاء الاصطناعي"، وبدأت هذا العام في تدريس "التخصص المزدوج " لفائدة 152 طالبًا.
وفيما يخص معدلات الالتحاق، أكد المدير المكلف بتسيير جامعة علوم الصحة أنه لا تغيير فيها، حيث ستُعتمد نفس المعدلات السابقة، مع الحفاظ على مدة التكوين: 7 سنوات للطب، و6 سنوات لكل من طب الأسنان والصيدلة.
مكافحة هجرة الأدمغة وتحفيز الكفاءات
وللحد من هجرة الكفاءات الطبية، ثمن غرناوط صدور القوانين الأساسية التي تنظم القطاع وشدد على أهمية توفير بيئة عمل محفزة وتحسين ظروف العمل ، مما يسهم في تعزيز استقرار الأطباء والإطارات وشبه الطبيين وكذا استقطاب الكفاءات والطلبة من الخارج.
وأوضح أن الجامعة ترحب بالكفاءات الوطنية في الخارج، حيث انضم عدد منهم إلى الهيئة التدريسية أو يشاركون في تنشيط محاضرات،وأضاف قائلا ،"يوجد تواصل دائم مع هذه الكفاءات ."
أما بالنسبة للطلبة الأجانب، فقد أشار إلى أنه هناك طلبة من 26 جنسية يدرسون الطب حاليا في الجزائر، وقال "إننا نتوقع استقطاب المزيد من هؤلاء الطلبة مستقبلا بعد قيام وزارة الصحة بتشغيل بوابة إلكترونية تحت عنوان "Study in Algeria" لتسهيل التحاقهم، مع توقعات بزيادة أعدادهم بدءًا من الموسم المقبل".