الصحراء الغربية : سلطانة خيا تروي رحلة عام من العذاب على يد أجهزة القمع المغربية

سلطانة خيا
17/11/2021 - 15:20

تمر قرابة سنة كاملة على الاقامة الجبرية التي  فرضتها أجهزة القمع المغربية على المناضلة الصحراوية سلطانة سيد ابراهيم خيا وعائلتها ، والتي تعرضت خلالها لكل أصناف التعذيب النفسي و الجسدي، كما تعرضت  عدة مرات لمحاولة التصفية الجسدية، بسبب دفاعها المستميت عن حق الشعب الصحراوي  في تقرير المصير ورفض فرض سياسة الأمر الواقع  في الجزء المحتل من الأراضي الصحراوية.

و تروي المناضلة الحقوقية في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية جزء من معاناتها مع وحشية الاحتلال  المغربي طوال هذه السنة، تحت جنح الظلام وبالتهديد و الترهيب و الترويع، وتحت أنظار الأمم المتحدة و الهيئات الحقوقية الدولية، التي ناشدتها عديد المرات لإنقاذ حياتها وانقاذ الشعب الصحراوي من براثن احتلال غاصب، لم تردعه  لا القوانين الدولية و لا الوازع الديني و لا الاعتبارات الأخلاقية.   

وأفادت في هذا الإطار بأن قوات الأمن المخزنية تفننت خلال عام كامل في  ممارسة كل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، من خلال الاغارات الليلية على  المنزل العائلي بمدينة بوجدور المحتلة، خاصة فجرا، لبث الرعب في العائلة. 

و لعل أخطر ما يمكن أن يحصل لامرأة -تقول- هو اغتصابها بكل وحشية أمام  عائلتها، و أمها المسنة التي تبلغ من العمر 85 سنة دون أن تستطع حماية بناتها  من الاعتداء الاجرامي، مشيرة إلى أن والدتها تعاني من عدة أمراض مزمنة كالضغط  الدموي والسكري. 

وتتحدث سلطانة خيا بعيون دامعة و بألم كبير عن ما حدث لها منتصف شهر نوفمبر  الجاري، خلال الهجوم الخامس الذي شنته قوات الاحتلال المغربي على بيتها فجرا،  حيث تسللت عناصر من شرطة الاحتلال المقنعة عبر سطح منزل مجاور لمداهمة منزل  العائلة، و خلال اقتحام المنزل أحدثوا أصواتا مرعبة وقاموا بسب أفراد العائلة  و شتمهم بكل أنواع الكلام الساقط المعتادة من عناصر قوات شرطة الاحتلال  المغربي.

وشرعت هذه العناصر بكل وحشية في تحطيم أبواب غرف المنزل و تكسير الأواني والمعدات المنزلية و تمزيق و العبث بمحتوياته و إفساد كل ما وقعت عليه أيديهم من مواد غذائية عبر إفراغها في سلة المهملات.      

وبعد الانتهاء من تدمير محتويات المنزل، تضيف، انهالوا بالضرب و الرفس و  الركل عليها، وعلى أختيها الواعرة خيا و أم المؤمنين خيا، و والدتهم مينتو الناجم مبيريك.

و قبل المغادرة، قامت عناصر الأمن المغربية بتجريد سلطانة خيا و شقيقتيها من ملابسهن و شرعن في اغتصابهن، أمام أعين والدتهن العاجزة عن الدفاع عنهن، مشيرة إلى أنها ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض كل أو إحدى هؤلاء المناضلات  الصحراويات للضرب و التعذيب و الإغتصاب.

وأفادت ذات الحقوقية أنها تعرضت عدة مرات لمحاولة التصفية الجسدية على يد  "بلطجية" دولة الاحتلال المغربي، إما عن طريق الخنق أو الحقن بحقن مجهولة  المحتوى أو استهدافها ب"مادة خطيرة"، تسمى "الضربان"، كما حاول الاحتلال عدة  مرات فقأ عينها اليمنى، مذكرة بأنها لا ترى "بالعين اليسرى بسبب اعتداء سابق  خلال إحدى الاحتجاجات الطلابية المناهضة للاحتلال المغربي".

كما قامت عناصر الاحتلال المغربي بنقل عدوى فيروس كورونا لها و منعها من  العلاج، ناهيك عن رمي المنزل بالقاذورات و مواد كريهة الرائحة، و تكسير الاثاث  و سرقته، لجعل البيت يفتقر لأدنى مقومات العيش، الى جانب منع الزيارات  العائلية و مصادرة هواتف العائلة.

و استنكرت المناضلة الصحراوية ما تتعرض له و عائلتها من "تعذيب نفسي و قمع  وحشي"، بسبب اصرارهم على تحرير الوطن، مشددة على أن ما يحدث في المدن  الصحراوية المحتلة من عمليات "قمع ممنهجة وصمة عار على جبين الانسانية"، جازمة  بأن "الشعب الصحراوي لن يتراجع عن حقه المشروع في بناء الجمهورية العربية  الصحراوية على كامل أراضيه حتى لو كلفه الأمر حياته".

وناشدت سلطانة خيا جميع أحرار العالم للتدخل لحماية الشعب الصحراوي الذي  يعاني الأمرين تحت نير الاحتلال المغربي، قائلة :  "ما يحدث عيب و عار و نطالب المنتظم الدولي، خاصة الهيئات الحقوقية وعلى  رأسها الصليب الأحمر الدولي، بحماية الصحراويين و انقاذ حياة عائلتي"، مبرزة  أن المنزل العائلي "تحول إلى ثكنة عسكرية ممنوع من الزيارات إلا من اقتحامات  بلطجية الاحتلال المغربي".

لتختم في الأخير بنداء استغاثة إلى كل المجتمع الدولي و كل الحقوقيين عبر  أرجاء المعمورة قائلة : "نحن في خطر.. في خطر.. في خطر.. أنقذونا".   

تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios