أكد المشاركون, اليوم الاثنين, في أولى ندوات الطبعة الـ11 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة بدار الثقافة "مبارك الميلي" بميلة على "دعم العيساوة كطريقة وفن للسلم والتسامح في المجتمع وبين مختلف أفراده".
وجاء في مداخلة بعنوان "التراث العيساوي مظهر للتسامح والعيش المشترك" قدمها بالمناسبة الدكتور محمد بن عزوزي من مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط بأن قيمة العيش المشترك كقيمة إنسانية هامة "تجلت في مختلف الأشكال الفنية التي تقدمها الطريقة العيساوية كتراث صوفي وفني أصيل".
وأضاف الدكتور بن عزوزي أن "التجسيد الواقعي للطريقة العيساوية قد دعم مفهوم التسامح والتقبل داخل المجتمع الواحد، كما أن الفن العيساوي ليس مقتصرا على المنتسبين لهذه الطريقة فقط فهو فن يتم تقديمه لجميع شرائح المجتمع وهو ما يؤكد فكرة تقبل الآخر".
من جهته أبرز الدكتور محمد تاج الدين الطيب من جامعة "زيان عاشور" بولاية الجلفة في مداخلته حول 'التسامح والعيساوة" تقاطع تأثيرات الطريقة العيساوية مع باقي الطرق الصوفية في المجتمع الجزائري في عدة جوانب تخدم الذوق والوجدان وتسمو بالروح الإنسانية.
كما أكد أن توجه العديد من الزوايا لاستخدام الفن للرقي بالذوق العام داخل المجتمع ونبذ العنف بين أفراده "يعزز فكرة التسامح" مضيفا بأن "الصوفي مهتم بنفسه في الجانب الروحي لكنه ليس معزولا عن باقي أفراد المجتمع الذي يعيش فيه وهو شخص مؤثر من خلال سلوكياته وأخلاقه التي تجعل منه القدوة وصاحب تأثير اجتماعي مبني على مبدأ أن الصوفي مسالم لمجتمعه وفقا للقرآن الكريم".
وقد شارك في النقاش جمهور مهتم وأعضاء الفرق والجمعيات العيساوية المشاركة في المهرجان.
كما سيتواصل برنامج الندوات بالتوازي مع البرنامج الفني للطبعة ال11 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة التي ستستمر إلى غاية 22 سبتمبر الجاري.