تم هذا السبت بالجزائر العاصمة تنظيم ملتقى وطني حول شهيدات الثورة التحريرية تحت شعار "من جيل إلى جيل.. دورة المرأة في ثورة التحرير وبناء الوطن", استذكر خلاله المشاركون مآثر أول شهيدة في الثورة التحريرية، شايب دزاير، وبطولاتها وصمودها في وجه المستعمر.
وبالمناسبة, أبرز وزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة, الدور الطلائعي للمرأة إبان ثورة أول نوفمبر المجيدة، مشيرا الى أنها كانت "دائمة الحضور في معركة المقاومة وثورة التحرير وفاعلا أساسيا إلى جانب الرجل في أدق المراحل التاريخية الحاسمة بعدما استحضرت الغالي والنفيس في سبيل الحرية والاستقلال وإعلاء الراية الوطنية".
ولفت السيد ربيقة إلى أن دور المرأة "لم يقتصر على تربية وإعداد رجال مقتدرين وأبطال أشداء, بل كانت تلك المناضلة المستميتة والمجاهدة المؤمنة بقضيتها الوطنية والشهيدة التي خلدت اسمها في سجل الخلود".
ضاف أن تنظيم هذا الملتقى جاء تزامنا مع الذكرى الـ68 لاندلاع الثورة المجيدة وإحياء لذكرى استشهاد الشهيدة الرمز شايب دزاير والقائد البطل باجي مختار ورفاقهما في معركة حامية الوطيس بمنطقة "مجاز الصفا" القريبة من قالمة والتي ستظل الأجيال --كما قال-- تستحضر مآثرها الخالدة.
وذكر الوزير بأن شهيدات الجزائر، على غرار شايب دزاير, "كن رمزا للتحدي وأيقونات للتحرر في العالم, وكن بتضحياتهن وبطولاتهن مشتلة التحرير وحاضنة الوطنية, فقد كافحن بالنفس والنفيس من أجل استرجاع الحرية والاستقلال".
وأشار إلى أن المرأة لعبت عدة أدوار إبان ثورة التحرير حيث كانت "الفدائية والكاتبة والموزعة لمنشورات الثورة, وهي الممرضة والحاضنة لأفراد جيش التحرير, قادة وجنودا, وهي المعيلة والمعينة وحاملة السلاح ومربية الأجيال الثائرة, فضلا عن دورها الثوري من خلال أداء الأغاني والأهازيج والأناشيد".
وتخلل الملتقى تنظيم محاضرة للأستاذ المؤرخ, محمد لحسن زغيدي, تناول فيها أبرز محطات حياة الشهيدة ونضالها في سبيل استرجاع الحرية والاستقلال, إلى جانب كلمة للكاتبة, معمرية زبيدة, وهي كاتبة سيناريو الفيلم الوثائقي عن الشهيدة شايب دزاير والذي تم عرضه على الحضور بالمناسبة.
للإشارة، فإن الشهيدة شايب دزاير التي تنحدر من منطقة بوشقوف (قالمة)، انخرطت في النضال السياسي وعمرها لا يتجاوز ال16 عاما، حيث كلفت بنقل الاسلحة بين المجاهدين، قبل أن تسقط في ميدان الشرف بتاريخ 18 نوفمبر 1954 رفقة الشهيد باجي مختار.