أكد المجاهد دحو ولد قابلية أن الإذاعة السرية التي يعد أحد مؤسسيها أنشئت للمساهمة في زرع الوعي في أوساط الشعب الجزائري ودحض الدعاية المضادة من قبل الاستعمار الفرنسي المستهدفة لجبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني.
وعرّج السيد ولد قابلية في مداخلته خلال الملتقى الدولي الأول الذي نظمته المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام بعنوان " 60 سنة من الإذاعة في الجزائر...الرهانات والتحديات " على فكرة تأسيس الاذاعة السرية، وهي فكرة راودت العقيد عبد الحفيظ بوصوف الذي أبى إلا أن تتم مخاطبة الشعب الجزائري من إذاعة جزائرية وبأصوات جزائرية رغم الدعم الإعلامي العربي للثورة الجزائرية.
وأفاد السيد ولد قابلية بأن "الكلمة الافتتاحية للإذاعة السرية كتبها السيد حسين بن الشيخ رضا المدعو باسم إعلامي " عقبة" وتلاها عبد المجيد مزيان باسم إعلامي "صلاح الدين" وترجمها وقرأها باللهجة القبائلية حمود بوعبدالله باسم إعلامي " يوغرطة".
كما أكد ولد قابلية أن أول ما تم بثه عبر الإذاعة السرية كان الآيات الأولى من سورة الملك " باختيار عبد الحفيظ بوصوف بنفسه.
وختم ولد قابلية عرضه لمسار الإذاعة السرية بقوله " إن جبهة التحرير الوطني انتصرت في معركة الأمواج، رغم كل محاولات المستعمر الفرنسي بالتشويش على الإذاعة السرية "مشيرا إلى أن، أول شعار للإذاعة السرية كان " هنا صوت الجزائر الحرة المكافحة.. صوت جيش التحرير وجبهة التحرير يخاطبكم من قلب الجزائر"
الإذاعة الجزائرية... استمرارية تاريخية
وبدأت الإذاعة الجزائرية أول ما بدأت بثها بمدة لا تتجاوز ساعتين وذلك من الثامنة مساء إلى العاشرة ليلا ،كان ذلك خلال الثورة التحريرية ، عبر الإذاعة السرية التي انطلقت في 16 12 1956 ويصل بث الإذاعة الجزائرية اليوم بعد ستين سنة من الاستقلال إلى أكثر من 900 ساعة يوميا ، حيث قال مدير المدرسة الأستاذ الدكتور بن زاوي عبدالسلام "إن الاذاعة الجزائرية قامت بدور جبّار من خلال الإذاعة السرية التي ساهمت في تحرير الوطن ، ليتواصل دورها بعد الاستقلال في البناء بشكل فعال ، فهي بذلك تشكل استمرارية تاريخية " مضيفا أن " التحديات بالنسبة للإذاعة تكبر أمام التطور الرهيب لوسائل الاتصال".
واتسم الملتقى الدولي بمداخلة المجاهد دحو ولد قابلية أحد مؤسسي الإذاعة السرية، وهي المداخلة التي شدت انتباه الحضور من اساتذة وطلبة وممثلين عن مؤسسات الرئاسة والجيش الوطني الشعبي والأمن الوطني، كما شهد الملتقى مداخلات علمية من دول عربية في يومها الأول ومنها مداخلة الأستاذة شيرين نبيل توفيق، حيث تطرقت إلى البث الأول لبيان أول نوفمبر من إذاعة صوت العرب بالقاهرة وذكرت في مداخلتها عن بعد السرية التامة التي أحاطت بوصول البيان اذاعة صوت العرب وكيف تم بثه.
سليلة صوت الجزائر الحرة المكافحة
ومثلما هو الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني فإن الإذاعة الوطنية هي أيضا سليلة صوت الجزائر الحرة المكافحة، بهده العبارة عبر العقيد مصطفى مراح من مديرية الاعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي، الذي وسم مداخلته بعنوان " إعلام الجيش الوطني الشعبي: واقع ورهانات، الإعلام الإذاعي نموذجا «.
وقال " إن الإذاعة السرية كان رهانها استرجاع السيادة الوطنية أما رهانات الاذاعة اليوم فهي تتمثل أساسا في العمل على الحفاظ على التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية".
وعن تجربة الجيش الوطني الشعبي في مجال الاعلام الاذاعي ، ذكر العقيد مصطفى مراح أن حصة " السليل" من أكبر البرامج التي نجح الجيش الوطني في إنجازها بالتعاون مع الاذاعة الوطنية ، ضمن استراتيجية إعلامية شاملة ، توزعت على مختلف أنواع الاعلام ووسائله ، لكن حصة السليل " كنموذج إذاعي والتي تبث عبر كافة المحطات الاذاعية والقنوات الوطنية في توقيت واحد ، لعبت دورا كبيرا في تحقيق عملية التواصل بين الشعب وجيشه وأبرزت حقيقة انفتاح مؤسسة الجيش على المواطن، إضافة إلى مساهمة هذه الحصة في الحفاظ على الذاكرة الوطنية من خلال ركن قار بعنوان " من الذاكرة الوطنية" .
يشار إلى أن أشغال الملتقى الدولي الأول الموسوم بـ «60 سنة من الاذاعة في الجزائر الرهانات والتحديات" تتواصل الأربعاء وستشهد مداخلات من مشاركين أجانب.
وقد شهد الملتقى في يومه الأول على هامش المداخلات تدشين إذاعة المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الاعلام بحضور المجاهد دحو ولد قابلية.
وتم، بذات المناسبة، التوقيع على اتفاقية شراكة بين المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام ومؤسسة الإذاعة الجزائرية تهدف إلى فتح أبواب التكوين وتبادل الخبرات بهدف السماح للأجيال القادمة بالتقرب مع المشهد الإعلامي بمهنية واحترافية أكثر، كما تم التدشين الرسمي لاستديو إذاعة المدرسة الموجه للطلبة.