يراهن متعاملون اقتصاديون بولاية تمنراست على مطار الحاج باي أخاموك في ترقية التجارة الخارجية والسياحة بمنطقة الأهقار (اقصى جنوب البلاد)، خاصة بعد إعادة بعث التظاهرة الدولية "الأسيهار"، مما سيمنح قيمة مضافة للمنطقة تساعدها على الانخراط في مساعي تطوير مقومات الاقتصاد محليا ووطنيا.
وستكون لمطار الحاج باي أخاموك بتمنراست وبالنظر إلى الموقع الاستراتيجي الذي يتميز به أهمية كبيرة بعد تفعيل التظاهرة التجارية الدولية "الأسيهار" التي تنطلق فعاليات الطبعة الـ 36 منها اليوم الجمعة بعاصمة الأهقار سيما بخصوص ترقية حركة المبادلات التجارية من خلال الولوج إلى الفضاء الاقتصادي الإفريقي.
وفي هذا الصدد، يراهن المتعاملون الاقتصاديون المحليون على توفر مزيد من الفرص للتصدير وتطوير التبادلات التجارية، بعد إعادة بعث "الأسيهار".
وفي ظل مساعي الجزائر لترقية التجارة الخارجية، يراهن على الدور المحوري للمطار في تطوير نشاط النقل الجوي للبضائع والقضاء على العديد من الصعوبات التي تواجه التجار المصدرين وأيضا تجار المقايضة، كما يساعد على فتح مكاتب أعمال وتوفير خدمات الوساطات التجارية.
وينتظر في هذا الصدد أن تضمن هذه المنشأة مستقبلا تسويق والنقل اللوجيستي للحوم الحمراء في إطار عمليات تموين الأسواق الوطنية بهذه المادة الغذائية.
ويرى المستثمر عبد القادر عزي، صاحب مشروع مذبح صناعي بتمنراست، أن ترقية مطار حاج باي أخاموك ليؤدي هذا الدور المحوري من شأنه أن "يساهم في تطوير نشاط تسويق اللحوم الحمراء نحو مناطق شمال الوطن".
إعطاء دفع جديد لقطاع السياحة
وفي مجال السياحة، ينتظر أن يتضاعف عدد الرحلات الدولية والوطنية من وإلى تمنراست، وهذا من شأنه الرفع من تدفق حركة السياح الجزائريين والأجانب، الأمر الذي سيعطي دفعا جديدا للنشاط السياحي بالمنطقة من خلال تكثيف نشاط الوكالات السياحية والأسفار التي ستجد فرصا كثيرة لتنظيم رحلات سياحية في اتجاهات مختلفة ويسمح أيضا بالتعريف أكثر بمناطق الجذب السياحي بالمنطقة.
وبحسب عبد القادر رقاقدة، صاحب وكالة السياحة والأسفار بتمنراست، فإن قطاع السياحة سيشهد انطلاقة "نوعية" من حيث توافد السياح بعد زيادة الرحلات الجوية نحو هذا المطار.
كما ستشهد هياكل الإيواء من فنادق ومراقد ومخيمات سياحية حركية كبيرة، مما يتطلب الرفع من قدرات الإيواء بما يسمح بتقديم خدمات استقبال جيدة تلبي تطلعات الزائرين لولاية تمنراست، حسب متعاملين محليين في السياحة.
وحسب مدير النقل بالولاية، ملاخ المهدي، فإن مؤشرات حركة المسافرين تسجل تطورا ملموسا بزيادة بلغت 5 بالمائة سنويا مقارنة بالسنوات الماضية، مما يؤهل مطار تمنراست لأداء أدوار كبيرة مستقبلا.
كما يرتقب أن تتدعم هياكل المطار بمشاريع جديدة في إطار مساعي العصرنة، مما سيعزز، حسب السيد ملاخ، من مكانته الاقتصادية والتجارية، ومن بينها إنجاز مركز جهوي للملاحة الجوية والذي يعتبر الثاني من نوعه على مستوى الوطن بعد مطار هواري بومدين، وهو المشروع الذي يهدف إلى دعم التغطية الوطنية لنشاط المراقبة الجوية سيما عبر الأجواء الجنوبية التي تشهد تطورا ملحوظا في حركة النقل الجوي، وهو يضمن عمليات التحكم في أمن الطيران المدني والملاحة الجوية.
كما استكمل مشروع برج المراقبة الذي أنجز بمعايير دولية، إلى جانب اقتراح إنجاز محطة جوية جديدة بمواصفات دولية لتدعيم هياكل هذا المطار والتي سيتم استغلالها لاستقبال الرحلات الدولية وللعبور.
واقترح إنشاء غرف مبيت صغيرة بالمطار لاستغلالها في الإيواء لمدة قصيرة للمسافرين، وهي الخدمة التي ستجد طلبا كبيرا عليها إلى جانب خدمات المطاعم والمقاهي والصيدليات والمحلات التجارية المتوفرة بالمطار.
ودائما في إطار الأهمية والمردود الاقتصادي، فإن تحول مطار الحاج باي آخاموك بتمنراست ليؤدي دورا محوريا، سيساهم في زيادة الرسوم والضرائب ومداخيل إضافية متعددة لمجموعة من المؤسسات بما فيها الخزينة العمومية، كما يرى أستاذ الاقتصاد بجامعة تمنراست، عبد الباسط عزاوي.
وأوضح في هذا الصدد أن حركة شركات الطيران ستتضاعف مما سيؤدي الى تحقيق مزيد من المداخيل من خلال الرسوم المختلفة التي تدفع بالعملة الصعبة والتي تعد مداخيل مالية في غاية الأهمية لفائدة مؤسسات الملاحة الجوية.