سيداتي لإذاعة الجزائر الدولية: "المغرب يشوّش على الجزائر في الاتحاد الافريقي"

محمد سيداتي
26/02/2023 - 08:05

قال وزير خارجية الجمهورية الصحراوية الديمقراطية محمد سيداتي، إنّ المغرب من منح بطاقات دخول مزورة لوفد دولة الاحتلال الإسرائيلي للدخول إلى قاعة نيلسون مانديلا التي احتضنت المؤتمر السادس والثلاثين للاتحاد الافريقي بأديس أبابا.

في حوار خص به إذاعة الجزائر الدولية، أوضح سيداتي أنّ ما حدث في أديس أبابا، لم يكن ليحدث لولا "تآمر المغرب ضد إفريقيا لإقحامها في متاهات"، "وفرض عليها ما لا تريد"، لهذا أصبح المغرب – بحسبه -، يشكّل خطرًا على الدول الافريقية، مؤكدًا أنّ المغرب "ترشّح لمقعد النائب الأول لرئيس الاتحاد الافريقي بهدف سدّ الطريق على الجزائر، والتشويش على أحقيتها في نيل هذا المنصب".

الدول الافريقية تكنّ احترامًا كبيرًا للجمهورية الصحراوية

أبرز ضيف الدولية، "الحضور الساطع" لبلاده عبر إسهاماتها في المؤتمر السادس والثلاثين للاتحاد الافريقي، الذي احتضنته أديس بابا مؤخرًا.

وأورد: "كانت هناك لقاءات مكثفة، وبدا جليًا الاحترام والتقدير الذي تكنّه الدول الافريقية للجمهورية الصحراوية، التي أصبحت عامل استقرار في شمال افريقيا وتشكّل قيمة مضافة داخل الاتحاد الافريقي، وهذا دليل على تجذرها في افريقيا وانتمائها إلى الأسرة الإفريقية".

"المغرب أصبح يشكّل خطرًا على إفريقيا"

بشـأن أسباب ترشح الجمهورية الصحراوية لتبوء مقعد النائب الأول لرئيس الاتحاد الافريقي، أرجع سيداتي ذلك، إلى عدة اعتبارات بينها أنّ الجمهورية الصحراوية وباعتبارها عضوًا في الاتحاد الافريقي منذ تأسيسه، لها الحق في الترشح وتبوأ المناصب فيه، من منطلق كفاحها واقتناعها بتقديم مساهمات جد بناءة لتمتين الاتحاد الافريقي، "لذا لنا القناعة والحق في تبوأ أي مقعد في الهيئة الافريقية".

في هذا الشأن، قال سيداتي إنّ المغرب أصبح يشكّل خطرًا على الاتحاد الافريقي، لأنه يحتل دولة جارة مؤسّسة للاتحاد الافريقي، "وعليه فنحن لا يمكن لنا بأية صورة أن نقبل بدولة تمارس العنف والاحتلال ولها تصرفات متناقضة ومتباينة مع مطلب افريقيا في الحرية والاستقلال، أن تتبوأ مقعد نائب رئيس الاتحاد الافريقي، ومن هذا الباب ترشحنا لنسدّ الباب تمامًا ونهائيًا أمام محاولات المغرب الرامية لاستدراج الاتحاد الافريقي، وهذا يشكّل تهديدًا على استقرار المنطقة وانسجام الدول الافريقية".

وتابع سيداتي: "المغرب غير صادق النوايا، والمبرر الوحيد لترشحه هو سدّ الطريق أمام الجزائر وهذا أمر غير مقبول، لأنّ الجزائر يحق لها أن تتبوأ هذا المنصب، لكن المغرب في محاولاته اليائسة، يحاول الاعتراض على ذلك وزرع البلبلة والانقسام، وهذا من باب التشويش على ترشح الجزائر وأحقيتها في نيل هذا المنصب".

ولفت سيداتي إلى أنّ ترشح الجزائر لمنصب النائب الأول لرئيس الاتحاد الافريقي جاء استجابة لطلبات عدة دول افريقية، مضيفًا: "ترشح الجزائر هو من مصلحة كل الدول الافريقية التي ترى في الجزائر بأنها مؤهلة تمامًا لتبوأ هذا المقعد، ولأنها دولة تستميت في الدفاع عن افريقيا وحريتها وتنميتها والتعامل بالند".

"وجود المغرب داخل الاتحاد الافريقي ليس في مصلحة افريقيا"

أكد قائد الدبلوماسية الصحراوية، أنّ المغرب "عاد للاتحاد الافريقي بهدف وضع حدّ للعزلة الخانقة التي عانى منها، وللحدّ من الضغط الافريقي الذي كان مُمارسًا عليه بسبب غيابه الطويل، ويهدف أيضًا إلى التصدي للجمهورية الصحراوية ووجودها كعضو مؤسس للاتحاد الافريقي".

وأردف: "استراتيجية المغرب تقوم على زرع التوتر وعدم الاستقرار داخل العائلة الافريقية وأيضا تقويض وجود الجمهورية الصحراوية، وخدمة أجندات خارجية باستدراج واقحام قوى أجنبية ضد كل دول الجوار، وزرع المزيد من عدم الاستقرار ومحاولة تمرير سياسة احتلال غير مقبولة"، لذلك يضيف سيداتي: "حذّرنا ونحذّر من أنّ وجود المغرب في الاتحاد الافريقي ليس من مصلحة الاتحاد، إنما له مصلحة مبيّتة".

"المغرب هو من منح شارات دخول مزوّرة لوفد الكيان"

عاد سيداتي ليؤكد تورط المغرب في فضيحة منح شارات مزوّرة لوفد الكيان، ما مكّن الأخير من الدخول إلى قاعة المؤتمر الأخير للاتحاد الافريقي، وشرح: "هذه الحادثة ما كان لها أن تكون، لولا تآمر المغرب الذي كان وراءها، ومحاولته اقحام إفريقيا، وفرض عليها ما لا تريد"، مضيفًا: "المغرب كان يحاول الالتفاف على قرارات الاتحاد الافريقي وتجاهلها واقحامه في متاهات، خصوصًا وأنّ الموقف الافريقي أصبح واضحًا ويجب احترامه".

وبشأن وضعية الكيان في الهيئة القارية، أكد سيداتي أنّ "وضعية دولة الاحتلال الإسرائيلي كمراقب تمّ حسمه بتعليق عضويتها، وانشاء لجنة مكوّنة من رؤساء دول معروفين، بمعنى أنّ هذا الكيان ليس له مكان في الاتحاد الافريقي".

"ضرورة معاقبة المغرب إذا أثبتت التحريات تورطه"

يشير سيداتي، إلى أنّه على الاتحاد الافريقي اتخاذ إجراءات في حق المغرب إذا أثبتت التحقيقات تورطه، لمنع تكرار هذه التجاوزات، وأوضح: "إذا أثبتت التحريات تورط المغرب، نعتقد أنّ الاتحاد الافريقي عليه اتخاذ تدابير وإجراءات لمنع تكرار مثل هذه الفضيحة".

وأكد سيداتي، أنّ الاتحاد الافريقي التزم بالبحث والتحري لمعرفة الجهة التي تورطت في هذه القضية.

"فضيحة ماروك غايت كشفت حقيقة المغرب أمام العالم"

بشأن فضيحة الفساد التي تفجّرت في سبتمبر 2022 داخل البرلمان الأوروبي، والمعروفة باسم "ماروك غايت"، التي كان المغرب المتهم فيها، قال المسؤول الصحراوي: "إنّ ما حدث في البرلمان الأوروبي كان في منتهى الأهمية خاصة بالنسبة للقضية الصحراوية، سيما وأنّ الشعب الصحراوي على مر السنين دفع ضريبة كبيرة جرّاء عمل اللوبي المغربي الذي حاول منع المؤسسات الأوروبية من اتخاذ مواقف جريئة بشأن قضية الصحراء الغربية".

وأضاف: "هذه الفضيحة أظهرت للعالم وللأوروبيين خاصة، أنّ المغرب حاول أكثر من مرة، حجب قضية الشعب الصحراوي باستعمال الاغراءات وكل الوسائل التي يملكها، والتصدي لأي موقف أوروبي يشجب سياسة الاحتلال والقمع والضمّ بالقوة للصحراء الغربية"، وأيضًا "حتى لا يكون هناك حديث عن وضعية حقوق الانسان المزرية في المملكة المغربية".

واستطرد سيداتي: "ماروك غايت أظهرت المغرب على حقيقته كدولة محتلة تلجأ إلى وسائل الاغراء والفساد والترغيب في أوروبا، والترهيب في الصحراء الغربية، وهذا ستكون له تبعات وله مضاعفات جد مهمة على الصورة التي كان يسوّقها المغرب، وعلى محاولة التستر على مثل هذه الفضائح، وما جرى سيزيد في عزلة المغرب واسقاط الأقنعة".

"نتمنى على القضاء الفرنسي التعاون مع نظيره البلجيكي لتسليم المتهمين المغاربة"

ثمّن سيداتي موقف القضاء البلجيكي بعد دعوته نظيره الفرنسي لتوقيف وتسليم الشخصيات المغربية المتورطة في فضيحة الفساد، وعلى رأسهم رئيس المخابرات الخارجية المغربية محمد ياسين المنصوري.

وقال وزير الخارجية الصحراوي: "القضاء الأوروبي فرض وجوده في هذه القضية رغم أنّ المغرب حاول التغلغل داخل المؤسسات الأوروبية، وهذا أصبح يمسّ مهمة تلك المؤسسات خصوصًا البرلمان الأوروبي ومنظمات حقوق الانسان، وسمعتها أصبحت على المحك".

ويتصور سيداتي أنّ "موقف القضاء البلجيكي كان إيجابيًا، وكان هناك تجاوبًا من القضاء في عدة دول أوروبية مثل إيطاليا، ونتمنى أن يكون الأمر نفسه من القضاء الفرنسي وغيره في الدول الأوروبية للتعاون مع القضاء البلجيكي"، مضيفًا: "متيقن من أنّ القضاء الأوروبي سيحذو حذو القضاء البلجيكي الذي أظهر حزمًا وشجاعة في معالجة قضايا الفساد التي يتورط فيها المغرب حتى النخاع".

"الجزائر ضحّت ولا تزال من أجل إفريقيا"

بشأن الجهود التي تبذلها الجزائر لتقوية الاتحاد الافريقي وتنمية القارة، خصوصًا بعد قرار رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون تخصيص مليار دولار لإطلاق مشاريع تنموية في عدة دول افريقية، قال سيداتي إنّ "الجزائر بثقلها كانت دائمًا تدافع عن المصالح الافريقية، من منطلق مبادئ ثورة نوفمبر المجيدة تأكيدًا لعمقها الافريقي ".

واعتبر سيداتي أنّ دعوة الجزائر لمنح افريقيا عضوية دائمة في مجلس الأمن "رسالة على أنّ الجزائر ستبقى وتظل تدافع عن مصالح افريقيا وشعوبها وتطلعاتها إلى الحرية والانعتاق".

ويأتي ذلك بحسبه، "انسجامًا مع قناعاتها ومواقفها الشجاعة، بعدما ضحّت ولا تزال تضحي من أجل افريقيا، والدليل تخصيصها مليار دولار من أجل دعم التنمية فيها والتضامن مع الدول الفقيرة"، منتهيًا: "بإعلانها عن المبادرة التي ثمّنتها الدول الافريقية عاليًا فرادى وجماعات داخل الاتحاد الإفريقي، أكدت الجزائر بالملموس أنّها دائمًا مع وإلى جانب إفريقيا، وهذا ليس بالغريب عنها".

بلقاسم جير - إذاعة الجزائر الدولية

تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios