مؤرخون للإذاعة الثقافية :مظاهرات 11 ديسمبر 1960 قلبت موازين سلطة الاحتلال الفرنسي داخليا وخارجيا

الذكرى 61 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960
11/12/2021 - 13:19

أكد باحثون ومختصون في التاريخ هذا السبت بالجزائر العاصمة  أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 شكلت منعطفا بارزا في مرحلة الكفاح التحرري للدولة الجزائرية وأنها أسمعت صوت الشعب الجزائري للعالم أجمع.

واعتبر المشاركون في الندوة الخاصة التي نظمتها الإذاعة الثقافية بمناسبة إحياء الذكرى 61 لهذه المظاهرات تحت عنوان "11 ديسمبر 1960 ..محطة من محطات نضال الشعب الجزائري" أنها قلبت موازين سلطة الاحتلال الفرنسي داخليا وخارجيا.

وفي هذا الخصوص أبرز البروفيسور بن يوسف تلمساني أن المظاهرات السلمية لم تأت من العدم بل أسست لها محطات سابقة كان الرهان فيها على الشعب الجزائري بكافة فئاته ، مؤكدا في السياق ذاته أن هذه المظاهرات دفعت وضخّت دما جديدا وقوة جديدة للمحطة الموالية التي تلتها وهي المفاوضات.

وقال تلمساني إن أهمية هذه المظاهرات السلمية تكمن في أنها جاءت لمجابهة مشروع ديغول الذي كان يرمي لضرب الثورة وإطالة عمر الاستعمار في الجزائر والذي أعطى خيارين كبيرين في إطار الجزائر جزائرية وهو ثوب جديد ستبقى من خلاله فرنسا دوما حاضرة فهو يتجاوز الجزائر فرنسية في الشكل فقط .

وأردف قائلا "أراد ديغول أن يبني قوة ثالثة تضم جزائريين وفرنسيين يراهن من خلالها على الانتقال بمشروع جديد يطرح ويكون أساسه فيما بعد الانتخابات ليكون امام جبهة وجيش التحرير خيارين لا ثالث لهما إما الذهاب إلى جزائر جزائرية وتعطى السلطة لمن يفرزه المستوطنون بالدرجة الاولى وإما الذهاب إلى بناء جزائر مع الحفاظ على كل الامتيازات الجغرافية و الاقتصادية وحتى فيما تعلق بالسلطة التي ستبقى في يد المستوطنين ويبقى الجزائريون التابعون لجيش التحرير الوطني في المناطق المعزولة وتبقى الصحراء في يد فرنسا بخيراتها ومساحتها الكبيرة.

من جانبه أكد الدكتور مولود عويمر أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 من المراحل الحاسمة في تاريخ الثورة الجزائرية، مبرزا الدوافع التي أدت إليها و النتائج التي تم تحقيقها من خلالها وتداعياتها على المستوى الداخلي " فالثورة بهذه المظاهرات جمعت كل أطياف المجتمع الجزائري."

وشدد المتحدث ذاته على أن هذه المظاهرات، كشفت سياسة ديغول ومشروعه الرامي  لضرب الثورة الجزائرية ، معتبرا في السياق ذاته المظاهرات أسلوب نضال جديد اعتمدته جبهة التحرير الوطني وهو أسلوب يتناسب مع الشعب الأعزل كشكل من أشكال المقاومة السلمية ذات التأثير الكبير في تلك المرحلة التي اتسمت بانتشار حركات التحرر و الصراع بين القطبين الكبيرين ، مؤكدا انها استمرت لأيام عديدة بوتيرة متزايدة القوة خاصة في احياء العاصمة إلى أن طالب رئيس الحكومة المؤقتة فرحات عباس عن طريق البيان الذي أصدره في تونس في 16 ديسمبر بتوقفها لأن هذه الأخيرة حققّت أهدافها وأسمع الشعب الجزائري من خلالها صوته للعالم أجمع.