أنهى رئيس الجمهورية الأوغندي, السيد يوويري موسيفيني, هذا الثلاثاء, زيارة دولة إلى الجزائر دامت أربعة أيام, بدعوة من رئيس الجمهورية, توجت بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تخص مختلف مجالات التعاون بين البلدين.
وقد شكلت هذه الزيارة فرصة لتعزيز علاقات الأخوة والتضامن التي تجمع بين الجزائر وأوغندا والتي يطبعها التشاور الثنائي المنتظم, كما أبانت عن تطابق وجهات النظر بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتوجت الزيارة بالتوقيع على اتفاقيتين وخمس مذكرات تفاهم شملت مجالات الطاقة, السياحة, التجارة, الفلاحة, الصحة الحيوانية والتعليم العالي والبحث العلمي, وذلك عقب محادثات ثنائية جمعت بين الرئيسين تبون وموسيفيني وتوسعت لتشمل أعضاء وفدي البلدين, إلى جانب لقاءات ثنائية قطاعية.
وفي تصريح له عقب إشرافه رفقة نظيره الأوغندي على مراسم التوقيع على الاتفاقيات, أعرب الرئيس تبون عن "بالغ ارتياحه لتطابق التحاليل ووجهات النظر حول القضايا التي شملتها المحادثات ولما حققته هذه الأخيرة من نتائج مثمرة".
وأكد حرص الجزائر على تطوير علاقاتها مع جمهورية أوغندا ومع عمقها الإفريقي, معتبرا ذلك "توجها استراتيجيا" ومذكرا بالمشاريع الهيكلية التي أطلقتها الجزائر في إطار التكامل القاري وسعيها مع "الأشقاء الأفارقة إلى تحقيق الاندماج من خلال منطقة التجارة الحرة".
كما أبدى رئيس الجمهورية استعداد الجزائر لتقاسم التجارب والخبرات مع أوغندا في عدة مجالات, كاشفا عن تنقل 150 رجل أعمال جزائري إلى كمبالا قريبا للتباحث مع نظرائهم الأوغنديين حول سبل التبادل والاستثمار.
من جهة أخرى, أبرز رئيس الجمهورية أن التشاور بين الجزائر وأوغندا لتنسيق المواقف في المناسبات الإقليمية والدولية "يبعث على الارتياح", منوها بمساندة أوغندا لمبادرة الجزائر من أجل احتضان اجتماع مصغر لدول عدم الانحياز في الصائفة المقبلة, وهذا قبيل القمة المقررة بكمبالا.
وفي سياق ذي صلة, أعرب رئيس الجمهورية عن تقديره للموقف الثابت لأوغندا في "مناصرة مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة".
وتتفق الجزائر وأوغندا على دعم حق الشعوب في الحرية والاستقلال وتصفية الاستعمار ويدل هذا التطابق الكلي لوجهات النظر بين البلدين, على أهمية التضامن والتعاون بين بلدان القارة.
من جهته, أكد رئيس جمهورية أوغندا أن الجزائر تعتبر "شريكا موثوقا" بالنسبة لبلده, مشيرا إلى "مساهمتها الايجابية" في تنمية واندماج إفريقيا.
وفي تصريح للصحافة بمقر إقامته بالجزائر العاصمة, أبرز رئيس جمهورية أوغندا إمكانيات ومؤهلات الجزائر في "تحرير إفريقيا اقتصاديا من خلال تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية, مثلما ساهمت في السابق في تحرير الدول الإفريقية من القوى الاستعمارية".
وبعد أن نقل تحياته وتحيات شعب بلاده إلى الرئيس تبون والشعب الجزائري, اعتبر الرئيس الأوغندي أن زيارته إلى الجزائر من شأنها الدفع بالعلاقات الثنائية في سبيل تحرير القارة الأفريقية بالتعاون --كما قال-- مع "جميع أشقائنا الذين يناضلون من أجل المصالح المشروعة للشعوب الأفريقية".