أكد أكاديميون، هذا الاثنين، أنّ تعميق منظومة الترجمة في الجزائر مرهون بـ 4متغيرات.
في مداخلته برسم منتدى الترجمة الأدبية والتاريخية، بالجزائر العاصمة، أشار المترجم والكاتب والإعلامي، عميّر بوداود، إلى أنّ الجزائر رغم إمكانياتها المادية والبشرية، تبدو متأخرة عن ركب الترجمة مقارنة بالدول العربية، حيث أنّ أبرز المترجمين الجزائريين اكتفوا بترجمة الأعمال الأدبية الجزائرية فقط، ولم يتم تجاوز ذلك إلى ترجمة أعمال عالمية.
وأضاف بوداود، أنّ هذا التأخر يرجع إلى غياب خطة إستراتيجية تهدف إلى تشجيع الترجمة لدى دور النشر الجزائرية التي تضع الترجمة في سلّم أولوياتها، وتسعى كذلك إلى تحفيز المترجمين الحقيقيين والأكفاء، كما تعمل أيضًا على ضمان حقوقهم المادية والمعنوية، مشيرًا إلى أنّ هناك العديد من الأعمال الأدبية والكتب التاريخية، تصدر في فرنسا وأوروبا، تقدم معلومات جديدة ومفيدة عن تاريخنا تستحق الترويج لها من خلال إعادة نشرها في الجزائر.
وتقاطع المتدخلون عند اعتبار وضع الترجمة في الجزائر معقّد بسبب الازدواج اللغوي (عربي/فرنسي) والإرث الاستعماري الذي خلّف كتبًا كثيرة عن تاريخ الجزائر هي بحاجة إلى إعادة قراءة وتمييز ما هو تاريخي علمي وما هو سياسي إيديولوجي.
من جانبه، ذهب رئيس الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، عبد القادر بن دعماش، إلى أنّه بفضل الترجمة، تتعايش اللغات على نحو يجعلها جسرًا ضروريًا لتلاقي ثقافات الأمم المتعددة، مبرزًا أنّ ازدهار الترجمة في المجتمع تدلّ على تقدمه.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور عبد الرزاق عبيد أنّ الترجمة الأدبية تعاني من مشاكل متعلقة باللسانيات والتي تتعلق بخصائص اللغة الفرنسية التي تختلف تماما عن اللغة العربية من حيث البنية والكلمات، إضافة إلى مشكلة الثقافة التي يعاني منها المترجم الذي يجب أن يكون على دراية بالطقوس الاجتماعية والمعتقدات الدينية ليتمكن من ترجمة المحتوى.