تتوالى ردود فعل الهيئات والمنظمات المغربية والدولية المنددة باستباحة المخزن للحرم الجامعي وقمع ملتقى طلابي بجامعة الدار البيضاء, ما خلف عشرات الاصابات الخطيرة في صفوف الطلبة, معتبرة ما حدث "فصلا جديدا من فصول تسلط واستبداد السلطات المخزنية المغربية", و طالبت ب"التحقيق الفوري في هذه السابقة الخطيرة".
وفي هذا الاطار, أدانت الجمعية المغربية لحقوق الانسان في بيان لها "انتهاك حرمة الجامعة بالدار البيضاء من طرف قوات الأمن المغربية, التي عرضت العديد من الطالبات والطلبة الذين كانوا ينظمون نشاطا طلابيا داخل الجامعة إلى الكثير من أشكال العنف والسب والشتم بكلام ساقط, مما أدى إلى العديد من الإصابات في صفوف الطلبة".
من جهتها, عبرت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة في بيان لها عن "تضامنها اللامشروط" مع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب, و عن رفضها لاستباحة القوات الأمنية للحرم الجامعي, داعية جميع أحرار المغرب إلى "توحيد الجهود من أجل الدفاع عن الحرم الجامعي, باعتباره منارة للعلم والمعرفة وليس ثكنة عسكرية أو مخفرا للشرطة".
و استنكرت في السياق "تدخل القوى الأمنية بكل أشكالها لغلق الحرم الجامعي في جميع كليات الجامعة وطرد الطلبة والاعتداء عليهم بشتى أدوات القمع والتنكيل, وثقته شاشات الهواتف المحمولة وتناقلته صفحات وسائل التواصل الاجتماعي".
بدورها, استنكرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب, تدنيس الحرم الجامعي وانتهاك حرمته, واصفة النشاط الطلابي ب"الهادف" والذي "يعود بالنفع على الجامعة و المجتمع", معتبرة إن ما حدث محاولة من المسؤولين "لإقبار النشاط الطلابي وإخراس الرأي المغاير". كما استنكرت اللجنة, "المقاربة الأمنية في التعامل مع الطلبة الذين يمارسون حقهم الطبيعي في الأنشطة الطلابية داخل الحرم الجامعي".
وهو ما ذهبت إليه منظمة التجديد الطلابي بالمغرب, التي استنكرت "الاقتحام الأمني لبعض المؤسسات التابعة لجامعة الحسن الثاني", معتبرة ذلك "انتهاكا سافرا لحرمة الجامعة", كما أكدت رفضها المبدئي والمطلق لأي تضييق أو منع للأنشطة والمبادرات الطلابية.
من جهته, أدان المكتب الوطني لطلبة جماعة العدل والإحسان, ما وصفه ب"المجزرة الوحشية" التي تعرض لها مناضلو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب, واعتبر الفصيل الطلابي في بيانه أن "التضييق والمنع والقمع في حق الاتحاد ليس معزولا", مضيفا ان الحادثة "استمرار لسياسة ممنهجة تروم الزحف على مكتسبات الحركة الطلابية والتضييق عليها ومحاولة إخراج صوتها".
منظمات دولية : استخدام العنف المفرط في المغرب تقويض للحريات
وبخصوص الواقعة الخطيرة, قال المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان ومنظمة "إفدي" الدولية, إن "استخدام قوات الأمن المغربية العنف المفرط لمنع إقامة نشاط طلابي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء غير مبرر, ويعكس مستوى عال من القمع الأمني وتقويض الحريات".
وقالت المنظمتان في بيان صحافي مشترك, أمس الثلاثاء, إنهما تابعتا "بقلق كبير اقتحام قوات الشرطة المغربية الأسبوع الماضي حرم جامعة الحسن الثاني, والاعتداء العنيف على مئات الطلاب بالهراوات, وخاصة الأجزاء العلوية من الجسد, إضافة إلى سحل بعض الطلاب والإساءة لهم لفظيا بعبارات مشينة".
و اكدتا أن اقتحام الجامعة وقمع الطلاب على هذا النحو يمثل "انتهاكا لحرمة الجامعة ويعكس استهتارا واضحا من السلطات المغربية بالحقوق الدستورية الأصيلة للأفراد".
ودعت المنظمتان, السلطات المغربية إلى فتح تحقيق فوري في الاعتداءات العنيفة على الطلاب, وتحديد ومحاسبة جميع المسؤولين عن تلك الممارسات, لا سيما من أصدر الأوامر, فضلا عن إجراء مراجعة شاملة للسياسة الأمنية تجاه النشاطات السلمية.
كما حثت المنظمتان, السلطات المغربية على "احترام حق جميع الأفراد, بما في ذلك الطلاب, في تنظيم الأنشطة الثقافية والنقابية, وممارسة حقهم في التجمع السلمي والتعبير عن الرأي باستخدام مختلف الأدوات السلمية المشروعة, والكف عن جميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى تقييد ممارسة الأفراد لحقوقهم المكفولة, ولا سيما تلك المتعلقة بالحريات".
وفي سياق متصل, ندد الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا, في بيان له, بالتدنيس الذي طال الحرم الجامعي بالمغرب, في الوقت الذي يجب أن يبقى فيه هذا الأخير فضاء للحرية والإبداع وميدانا للنقاش والحوار, "لا ثكنات عسكرية تدنسها أحذية الشرطة", مستنكرا "القمع والتنكيل الذي تعرض له زملاؤهم في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب, وذلك أثناء ممارستهم لحقهم المشروع في تنظيم الأنشطة الطلابية".
كما اعتبر الاتحاد أن "إيقاف الدراسة ببعض الكليات من أجل منع الطلبة من التفاعل مع زملائهم في الملتقى, تعد كبير على الحريات الفردية والجماعية داخل الجامعة", معبرا في الأخير على تضامنه المطلق.