قال المحلل السياسي محمد بن خروف المقيم بفرنسا إن التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بضرورة عدم مجاراة الولايات المتحدة فيما يتعلق العلاقة مع الصين رسالة قوية لدول الاتحاد الأوروبي من أجل الشروع في بناء علاقات إستراتيجية مع العملاق الصيني بعيدا عن النظرة الأميركية .
وقال بن خروف في اتصال هاتفي مع برنامج "ضيف الصباح " على أمواج اذاعة الجزائر الدولية إن تصريحات ماكر ون تنم عن تنامي الشعور لدى بعض القادة الأوروبيين بان الاتحاد الأوروبي هو اكبر المتضررين من الحرب الدائرة منذ أكثر من سنة في اوكرانيا على خلاف الولايات المتحدة الأميركية .
و ضمن هذا السياق ، اعتبر بن خروف بان أوروبا تعرف اليوم أزمات سياسية و اقتصادية و اجتماعية بسبب ارتفاع معدلات البطالة و تراجع العائدات المالية و انخفاض القدرة الشرائية مثلما هو الحال اليوم بالنسبة للرئيس الفرنسي ماكرون الذي يواجه أزمة حادة في فرنسا تكاد تعصف بعهدته الثانية .
و انطلاقا من ذلك ، يرى الدكتور بن خروف بان الرئيس الفرنسي مقتنع بان الخلاص في إيقاف الحرب الدائرة بأوكرانيا و أن الصين هي الدولة المؤهلة أكثر من غيرها لممارسة أقصى الضغوط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإيقاف هذه الحرب المدمرة لاقتصاديات دول الاتحاد الأوربي .
و توقع ضيف الدولية أن تسعى فرنسا مع الدول الخمس المؤسسة للاتحاد الأوروبي و في مقدمتها ألمانيا و ايطاليا و هولندا و بلجيكا من أجل إقناعها بضرورة العمل معا من أجل الحد من التبعية لواشنطن في جل المسائل الدولية الراهنة وذلك حفاظا على مكانة الاتحاد كمنظمة إقليمية تحظى بالمصداقية على الساحة الدولية .
و عن ردة الفعل المنتظرة من الولايات المتحدة الأميركية عن التصريحات الفرنسية ، استبعد الدكتور بن خروف أن تؤثر على العلاقات الثنائية مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التي تصدر عن فرنسا مواقف مستقلة و غير مؤيدة للمقاربة الأميركية للقضايا الدولية مذكرا بحرب الخليج الأولى و الثانية حيث رفضت فرنسا المشاركة فيها.