بدأت عدة دول التحضير لإجلاء رعاياها من السودان، بعد فشل الهدنة التي كان مقررا أن تبدأ في أول أيام العيد، واستمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأعلنت كل من السعودية ومصر وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وعدة دول أخرى أنها تسعى لنقل رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية بأسرع وقت ممكن.
وذكر بيان لمكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، أن قائد الجيش السوداني، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، تلقى اتصالات من رؤساء عدد من الدول لطلب تسهيل وضمان تأمين إجلاء رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من البلاد، وقد وافق البرهان على تقديم المساعدة اللازمة لتأمين ذلك لمختلف الدول.
وأضاف البيان: "ينتظر أن تبدأ عملية إجلاء كل البعثات التي تطلب دولها ذلك خلال الساعات المقبلة، حيث ستقوم كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين بإخلاء دبلوماسييها ورعاياها جوا بطائرات نقل عسكري تتبع لقواتها المسلحة من الخرطوم، ويتوقع الشروع في ذلك فورا".
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية عن بدء ترتيب إجلاء المواطنين السعوديين وعدد من رعايا دول أخرى، من السودان إلى المملكة.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان أمس الجمعة أنه في إطار متابعتها لأوضاع المصريين في السودان، وبذل كافة الجهود لضمان أقصى درجات السلامة لهم، يقوم مكتب مصر في وادي حلفا بالتواصل المستمر مع السلطات السودانية لتسهيل عودة المواطنين المصريين عبر المعابر البرية السودانية دون عوائق.
وأشارت إلى أنها تواصل من خلال بعثاتها في الخرطوم وبورتسودان ووادي حلفا بذل كافة الجهود والقيام بالاتصالات اللازمة لمتابعة أوضاع أبناء الجالية خلال الأزمة والتعاطي السريع والفعال معها تبعا للمستجدات.
كما أعلن "البيت الأبيض" أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد بإجلاء بعثته الدبلوماسية، لكن واشنطن نقلت قوات أمريكية إلى مكان قريب في حالة الحاجة إليها للمساعدة في إجلاء رعاياها.
كما وضع الاتحاد الأوروبي خططا لعمليات إجلاء محتملة لرعاياه، وفق ما أعلن مسؤول في التكتل أمس الجمعة.
وأرسلت وزارة الدفاع اليابانية طائرة "سي 130" إلى جيبوتي، موضحة في تغريدة أن الهدف هو "القيام بسرعة بالاستعدادات اللازمة لنقل الرعايا اليابانيين وغيرهم".
ووفقا لطوكيو، يوجد نحو 60 شخصا من مواطني اليابان في السودان، بينهم موظفو السفارة.
وفي ألمانيا، اعلنت وزارة الدفاع عن بدء القوات المسلحة استعداداتها للقيام بمحاولة جديدة لإجلاء مواطنين ألمان من السودان، بعد أن كانت قد تخلت عن خطة أخرى قبل يومين.
من ناحيتهما، أعلنت السويد وسويسرا إنهما تضعان خططا لإجلاء رعاياهما من السودان في أقرب فرصة نظرا إلى أن غالبية مطارات البلاد أصابها ضرر خلال الاشتباكات، خصوصا مطار الخرطوم الرئيسي الملاصق لمقر قيادة الجيش، حيث تدور أقوى المعارك منذ أسبوع.
نفس الاستعداد اعلنت عنه كوريا الجنوبية أمس الجمعة، حي اكدت نيتها إرسال طائرة لإجلاء رعاياها من السودان.
وتشهد الخرطوم لليوم الثامن اشتباكات مسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ورغم اتفاق وقف إطلاق النار خلال إجازة عيد الفطر، سمع أزيز الرصاص في الخرطوم من خلال اشتباكات متقطعة، في وقت يتبادل فيه الطرفان الاتهامات بشأن خرق الهدنة.
وقال الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في بيانين منفصلين، إنهما وافقا على هدنة لمدة ثلاثة أيام كي يستطيع شعب السودان الاحتفال بعيد الفطر.
غير أن كل اتفاقيات الهدنة التي تمت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لم تصمد، بسبب احتدام المعارك، وتبادل الاتهامات بخرق الهدنة وعدم الالتزام بها، ولا تزال الأوضاع الإنسانية في حالة حرجة، وتحتاج تكثيف جهود عمليات الإنقاذ وإجلاء عدد كبير من المدنيين العالقين بسبب تواصل القتال.
وتجاوزت حصيلة ضحايا الاشتباكات في السودان الـ 400 قتيل ونحو 3500 جريح، استنادا لما اعلنته وزارة الصحة السودانية أمس الجمعة.