السودان: هدنة جديدة لـ 7 أيام بدءاً من هذا الخميس

البرهان وحميدتي
02/05/2023 - 18:33

أعلنت مراجع متطابقة، اليوم الثلاثاء، أنّ طرفي النزاع في السودان اتفقا على هدنة جديدة لـ 7 أيام بدءاً من هذا الخميس.

أفيد أنّ قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي" وافقا من حيث المبدأ على هدنة تستمرّ أسبوعاً.

وذكرت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان لها، أنّ البرهان وحميدتي وافقا خلال اتصال هاتفي مع رئيس جنوب السودان سلفا كير على تسمية ممثليهما في محادثات سلام تُعقد في مكان من اختيارهما.

وكان وزير خارجية جنوب السودان دينق داو دينق أكد في وقت سابق، أنّ جهود جوبا لا تزال جارية من أجل إقناع الطرفين بوقف القتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات.

بالتزامن، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم مساء اليوم الاثنين، غارات جوية وانفجارات، رغم الهدنة الجديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لمدة 72 ساعة.

وأشارت مصادر إعلامية إلى سماع دوي انفجارات جديد شمالي حي "كافوري" وحول منطقتي "شمبات" و "الصبابي" بالخرطوم، كما تصاعدت منها أعمدة الدخان، فيما عاودت الطائرات الحربية التحليق، وتم صدها بمضادات الطائرات.

وأدت الاشتباكات الدامية التي دخلت أسبوعها الثالث إلى نزوح عشرات الآلاف من السودانيين إلى دول مجاورة، بحثا عن الأمان والمساعدة الإنسانية.

بدورها، حذرت منظمة الصحة العالمية من كارثة صحية في السودان جراء الاشتباكات المتواصلة منذ أكثر من أسبوعين ونقص العاملين والمستلزمات الطبية وانتشار الأوبئة.

ولفتت إلى أن هناك "نقصاً حقيقياً" في القدرات الطبية، خاصة ما يتعلق بالعناصر الطبية المتخصصة في الجراحة والتخدير.

وأوضحت بأن ما يقرب من 61 بالمائة من المؤسسات الصحية العاملة في الخرطوم توقفت عن العمل، بسبب الهجمات العسكرية المباشرة على المؤسسات الطبية وطرد العاملين بها.

فرار أكثر من 100 ألف شخص إلى البلدان المجاورة   

أفادت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء أنّ أكثر من 100 ألف لاجئ فروا من السودان إلى البلدان المجاورة، في ظل استمرار الاشتباكات الدامية التي دخلت أسبوعها الثالث.

وفي مؤتمر صحفي، قالت المتحدثة بإسم المفوضية، أولغا سارادو مور، أنّ الذين فروا من السودان "يتوزعون بين المواطنين السودانيين، ومواطني جنوب السودان الذين عادوا إلى بلادهم، وغيرهم من جنسيات مختلفة كانوا في الأصل لاجئين في السودان"، مشيرة إلى أنّ تقديرات المفوضية إلى جانب الحكومات والشركاء، "تشير بشكل أولي إلى أنّ 800 ألف شخص قد يفرّون من السودان إلى البلدان المجاورة، وهي التوقعات المستخدمة للتخطيط المالي والتشغيلي".

ونوّهت إلى أن المنظمة ستطلق "خطة مشتركة" بين الوكالات للاستجابة للاجئين تشمل الاحتياجات المالية، لافتة الى أن البلدان المجاورة للسودان، والتي تأثرت بهذه الحالة الطارئة الجديدة "تستضيف بالفعل أعدادا كبيرة من اللاجئين والنازحين، ولا تزال الغالبية تعاني من نقص حاد في التمويل".

وشدّدت سارادو مور، على أنّ دول اللجوء "ستحتاج إلى دعم إضافي لتوفير الحماية والمساعدة"، كما أوضحت المسؤولة الأممية أنّ "أهم التحركات عبر الحدود كانت وصول اللاجئين السودانيين إلى تشاد ومصر، وعودة لاجئي جنوب السودان إلى بلدهم"، مشيرة إلى أنّ "معظم الوافدين الجدد إلى تشاد وجنوب السودان، هم من النساء والأطفال".

وقالت إنّ "بعض الوافدين الجدد إلى تشاد لايزالون يقيمون في العراء أو تحت الأشجار، بينما ينام اخرون في ملاجئ مؤقتة بالقرب من الحدود"، مشيرة إلى أنه "حتى الآن تمّ التحقق من أكثر من 21 ألف لاجئ هناك وإحصائهم وتحديد هويتهم".

وحذّرت من أن تعليق بعض البرامج داخل السودان "من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم المخاطر التي يواجهها الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة"، مضيفةً أنّ "أكثر من 60 الف لاجئ فروا من الخرطوم بحثا عن الأمان في مخيمات اللاجئين في ولايات النيل الأبيض والقضارف وكسلا منذ بدء الأزمة قبل أسبوعين.

وأكدت للمتحدثة باسم المفوضية أنها تولي اهتماماً خاصاً بالوضع في دارفور "حيث لا يزال الوضع الإنساني مزريا إضافة إلى مخاوف من أنّ تؤدي الأعمال العدائية الحالية إلى تأجيج التوترات العرقية والطائفية الموجودة مسبقاً بما يؤدي إلى مزيد من النزوح".