تقاطعت عدّة دول في تثمين انتخاب الجزائر عضواً غير دائم في مجلس الأمن الأممي للفترة 2024-2025، واعتبرت فوز الجزائر مكسباً للعرب والأفارقة، مؤكدة أنّ ذلك سيسهم في إعلاء مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والحفاظ على التعددية الدولية.
وعبّر وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد، عن فرحته وفرحة بلاده "البالغة" بهذا "الإنجاز العظيم"، وبنتائج التصويت وتأييد 184 دولة، وفي مقدمتها الجمهورية العربية السورية، مبيّناً أنّ "هذا يعكس حجم الثقة والتقدير الذي تحظى به الجزائر على الساحة الدولية".
ونوّه المقداد بـ "دعم الجزائر الكبير للشعب السوري خلال سنوات الحرب الشرسة التي تعرض لها، وفي مواجهة كارثة الزلزال المدمر الذي شهدته البلاد مؤخراً"، مؤكداً "الاعتزاز بالتعاون عالي المستوى بين البلدين الشقيقين".
وأضاف المقداد: "ما انتخاب الجزائر الشقيقة لعضوية هذا المحفل الدولي المهم، إلاّ امتداد لنجاحها الكبير في رئاسة قمة الجامعة العربية في الفترة الماضية. إننا على ثقة بأن الجزائر الشقيقة، بلد المليون ونصف المليون شهيد، كانت وستبقى دوما قادرة على تحمل مسؤولياتها كعضو فاعل في المجتمع الدولي وخير ممثل للدول العربية والافريقية، وأنها ستسهم من خلال عضويتها في مجلس الأمن في إعلاء مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وتعزيز السلم والأمن الدوليين، والحفاظ على التعددية الدولية بعيدا عن محاولات الهيمنة الغربية".
وأكد الوزير أنّ الحكومة السورية لن تدخر جهدا في سبيل إنجاح عضوية الجزائر في مجلس الأمن، "بما يخدم القضايا العربية والمصالح المشتركة للشعبين والبلدين الشقيقين".
بدوره، هنّأ وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، اللورد طارق أحمد من ويمبلدون، الدول الخمس (الجزائر، سيراليون، كوريا الجنوبية، غويانا وسلوفينيا) المنتخبة في مجلس الأمن للفترة 2024-2025، مؤكدا أن "وجهات نظرها وخبراتها في مجال السلم والأمن الأمميين ستكون جد قيمة للمساعدة في مواجهة التحديات الدولية".
وهنّأت روسيا عبر سفارتها بالجزائر العاصمة، الجزائر على هذا الانتخاب، وقالت في بيان لها: "تهنئ سفارة روسيا الاتحادية لدى الجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية، الشعب الجزائري الصديق بانتخاب الجزائر عضواً غير دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة"، معربة عن "تمنياتها للوفد الجزائري بمجلس الأمن الدولي النجاح والعمل المثمر والبناء لصالح الإنسانية".
وأكدت روسيا أنّ "هذا الحدث له أهمية كبيرة بالنسبة للدول العربية والقارة الافريقية وكل العالم"، لافتةً إلى "زيادة الوزن الدبلوماسي والاقتصادي للجزائر
في عالم متعدد الأقطاب، سريع التغير، وكذلك جهودها لدعم السلام والأمن والعمل الهائل الذي تقوم به في سياق حل الأزمات في مالي وليبيا".
أما سفيرة الولايات المتحدة الامريكية في الهيئة الأممية، ليندة توماس، فتقدمت هي الأخرى بالتهاني لنظيرها الجزائري عمار بن جمعة، مبرزة في "تغريدة" لها عبر "تويتر": "إننا في الامم المتحدة نتطلع الى العمل سويا مع الجزائر لمواجهة العديد من التحديات الدولية الملحة".
من جهتها، تقدّمت بعثة الاتحاد الافريقي لدى الأمم المتحدة بالتهاني لانتخاب الجزائر وسيراليون للعهدة الممتدة من 2024 إلى 2025، مؤكدة أنها تتطلع هي الأخرى للعمل مع البلدين من أجل الحفاظ على السلم والامن الدوليين، لا سيما في إفريقيا.
بدورها، أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين بالخارج أنها تلقت بـ "ارتياح" نبأ هذا "النجاح الدبلوماسي الكبير" للجزائر والذي سيضيف لهذا المحفل الأممي "صوتا قويا يساهم في الدفاع عن القضايا والمصالح الاستراتيجية العربية والإفريقية وفي تعزيز السلم والأمن العالميين".
ومن موريتانيا دائماً، أكد الباحث والمحلل السياسي بون ولد باهي أنّ نيل الجزائر العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن وبأغلبية ساحقة، يعد "مكسباً لنا كعرب وأفارقة ينبغي الاستفادة منه"، مضيفاً أنّ ذلك "يفتح المجال أمام العرب والأفارقة لتعليق آمال كبيرة على دور الجزائر في أهم جهاز تنفيذي في الأمم المتحدة لطرح مجمل قضايا القارة السمراء".
وبخصوص إصلاح مجلس الأمن الدولي، قال ولد باهي إنّ الجزائر "ستلعب دوراً بارزاً في الدفاع عن حقوق العرب والأفارقة"، بما أنّ هذه الدول ليست ممثلة تمثيلاً عادلاً في هذا الجهاز، متسائلاً: "كيف تكون الدول متساوية في السيادة إذا كان بعضها دائم العضوية وله حق الاعتراض على القرارات (فيتو)، والبعض الآخر لا يحق له ذلك؟".