الأسير الصحراوي لمين هدي يُضرب عن الطعام للأسبوع الثاني

محمد لمين هدي
16/08/2023 - 19:12

دخل الصحفي الصحراوي محمد لمين هدي، اليوم الأربعاء، أسبوعه الثاني في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً وتنديداً بالانتهاكات القاسية التي يعيشها داخل زنزانة سجن تيفلت 2 بالقرب من العاصمة المغربية.

بالتزامن ، تواجه عائلة "هدي" هي الأخرى والقاطنة بالعيون المحتلة، تحديات جسيمة، حيث تواجه حصار قوات من شرطة الاحتلال ووحدات شبه عسكرية منزل العائلة وسط المدينة، لتمارس عليها أساليب القمع والتنكيل والتضييق والحصار وتستهدف أسرة لمين هدي وغيرها من عائلات الناشطين الصحراويين، بعد تعبير الصحراويين عن تضامنهم مع الصحفي الأسير وأسرته في محنتهم.

إلى ذلك، يستمرّ الظلم الذي يطال المعتقلين السياسيين الصحراويين على أيادي جلادّي سلطات الاحتلال المغربي، ما أدى إلى تدهور الوضع الصحي للمعتقل السياسي محمد لمين هدي، الذي اعتقل بعد هجوم جيش الاحتلال على مخيم إكديم إيزيك عام 2010.

ويحاول الصحفي المذكور عبر إضرابه عن الطعام لفت الانتباه وتسليط الضوء على الظروف الرهيبة والمزرية التي يواجهها وأقرانه من المعتقلين داخل سجون الاحتلال.

وبحسب بيان صادر عن رابطة السجناء الصحراويين، فإنّ المعتقلين الصحراويين يتعرضون للمعاملة القاسية والمهينة ويعانون  جملة من الانتهاكات المنظمة كسياسة الإهمال الطبي والتعذيب والعزل الانفرادي لسنوات وخضوعهم للتفتيش المفاجئ وحرمانهم من تلقي الزيارات العائلية وغيرها من انتهاكات مخزية.

وأبرز البيان ذاته توجّه إدارة السجون المغربية لمضاعفة معاناة المعتقلين السياسيين الصحراويين وحرمانهم من أبسط حقوقهم كبشر.

وكانت عائلة لمين هدي أعربت قبل 48 ساعة عن مخاوفها من العواقب الخطيرة لتدهور وضع ابنها الصحي نتيجة إضرابه المفتوح عن الطعام.

وبحسب تأكيدات المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، فإنّ الأسير المدني محمد لمين هدي شرع في إضراب مفتوح عن الطعام منذ التاسع أوت الجاري من داخل زنزانته الانفرادية بسجن الاحتلال المغربي "تيفليت 2" احتجاجاً منه على سوء المعاملة واستمرار إدارة سجن الاحتلال في سياستها العدوانية التعسفية ومصادرة حقوقه المشروعة والعادلة.

وأضاف المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان أنّ عائلة محمد لمين هدي تلقت مكالمة هاتفية قصيرة منه، أكد من خلالها دخوله في هذا الإضراب المفتوح عن الطعام وتحدث عن محاولة إدارة السجن الضغط عليه للتنازل عن صفة الاعتقال السياسي إذا ما أراد الاستفادة من العلاج والدواء بمستشفى عمومي خارج السجن.

وجدّدت العائلة مخاوفها من العواقب الوخيمة لهذا الإضراب المفتوح عن الطعام بسبب ما يعانيه ابنها من ظروف صحية صعبة ناتجة عن مضاعفات سلسلة من الإضرابات المفتوحة عن الطعام الأخرى، التي تجاوزت الشهرين في إضرابين متتاليين دون أن تقوم إدارة السجن بالاستجابة إلى مطالبه المكفولة في القواعد النموذجية لمعاملة السجناء.

يُذكر أنّه تم توقيف المعتقلين السياسيين الصحراويين لمجموعة "إكديم إزيك" خلال عملية عسكرية للاحتلال المغربي في 8 نوفمبر 2010، إثر مظاهرات شعبية سلمية نظمها عشرات آلاف الصحراويين للمطالبة بإنهاء الاحتلال وتقرير مصير الشعب الصحراوي.

وبعد قضائهم مدة 27 شهراً رهن الحبس المؤقت، أصدرت محكمة عسكرية مغربية أحكاما جائرة بالسجن في حقهم بسبب "مشاركتهم في الحركة الاحتجاجية"، لتعاد محاكمتهم ابتداءً من الثالث عشر مارس 2017 تحت ضغط منظمات دولية وناشطين حقوقيين أمام محكمة مدنية بمدينة سلا بالمغرب والتي أصدرت بحقهم في التاسع عشر جويلية 2017 أحكاماً "جائرة وقاسية" تتراوح بين العشرين سنة والسجن مدى الحياة في غياب أدنى شروط المحاكمة العادلة وخارج كل القوانين والتشريعات المعمول بها، بحسب المنظمات الحقوقية الصحراوية والدولية.