أكد المشاركون في مائدة مستديرة نظمت أمس الأحد بإيفري-سور-سان، بالقرب من باريس، والتي تناولت الجوانب المختلفة للكفاح المشروع للشعب الصحراوي من أجل انتزاع حقه المشروع في تقرير المصير، على ضرورة اعتراف فرنسا بالجمهورية الصحراوية، لتعزيز السلام والاستقرار وحقوق الإنسان في منطقة شمال إفريقيا.
وخلال المائدة المستديرة، التي نظمت بمناسبة الندوة السنوية لجريدة "ليمانيتي" الفرنسية، شكل موضوع النزاع في الصحراء الغربية والدور الفرنسي تجاه القضية الصحراوية، محور اللقاء، بحضور شخصيات وخبراء مهتمين بمناقشة هذا الملف، إلى جانب ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا، محمد عالي الزروالي.
وأكد المشاركون على ضرورة اعتراف فرنسا بالجمهورية الصحراوية "لتعزيز السلام والاستقرار وحقوق الإنسان في منطقة شمال إفريقيا"، كما قدموا وجهات نظر مستنيرة حول قضية الصحراء الغربية.
وفي هذا السياق، ذكر ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا على أن نزاع الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار و أن حله يكمن في تنفيذ قرار الأمم المتحدة 1514، مشيرا إلى الدور التاريخي لفرنسا في منطقة الشمال الإفريقي.
وأكد أن اعتراف الحكومة الفرنسية بالجمهورية الصحراوية "سيكون متسقا مع مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير، وهو مبدأ أساسي من مبادئ القانون الدولي"، مشددا على أن هذا الاعتراف من شأنه أن يعزز السلام والاستقرار في المنطقة، استجابة لتطلعات الشعبين الصحراوي والمغربي.
من جهتها، تطرقت الحقوقية الفرنسية كلود مانجين، إلى حالة حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية وسياسة القمع وقطع الأرزاق التي تمارسها قوات الاحتلال المغربية على المواطنين العزل.
كما تعرضت في كلمتها إلى العراقيل التي واجهتها وتواجهها أثناء محاولاتها زيارة زوجها النعمة أسفاري المعتقل من قبل المغرب، لافتة إلى أن المناطق المحتلة تشكل "سجنا مفتوحا"، معربة عن قلقها إزاء عدم حماية بعثة الامم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) للسكان المدنيين في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
بدوره، تطرق رئيس بلدية إيفري-سور-سان، فيليب بويسو، لزيارته لمخيمات اللاجئين الصحراوين في مستهل شهر فبراير الماضي، على رأس وفد من منتخبي مدينته، حيث وقعوا على اتفاق توأمة مع دائرة ميجك بالأراضي الصحراوية المحررة، وأشاد ب"شجاعة وكرامة" الشعب الصحراوي.