أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم الأحد بالعاصمة، على اجتماع تقييمي توجيهي جمع مديري الإدارة المركزية والمؤسسات تحت الوصاية، وشهد الموعد إقامة سبع ورشات عمل لضبط برنامج سبعينية ثورة نوفمبر التي ستحييها الجزائر عام 2024.
بالمناسبة، أهاب ربيقة بكوادر قطاعه لـ "مواصلة العمل بديناميكية أكبر تحسبا للذكرى الـ70 لعيد الثورة التحررية التي ستشهدها سنة 2024 من خلال تسطير برامج ترقى إلى مستوى ثورة نوفمبر العظيمة".
وتجسيدا لهذا المبتغى، تعكف ورشات العمل السبعة، اليوم الأحد وهذا الاثنين، على دراسة مختلف جوانب تسيير وتنشيط القطاع للمساهمة والخروج بتوصيات واقتراحات تثري خارطة طريق القطاع وفق نظرة استشرافية تحقق الأهداف المسطرة لاستكمال الالتزامات الـ54 لرئيس الجمهورية في المجال المتعلق بحماية المجاهدين وذوي الحقوق والحفاظ على الذاكرة الوطنية.
إلى ذلك، أوضح ربيقة أن هذا اللقاء "يأتي في إطار تقاليد القطاع لمتابعة وتقييم العمل المنجز، تنفيذا لمخطط عمل الحكومة لتجسيد برنامج رئيس الجمهورية، في شقيه المتعلقين بالحماية الاجتماعية للمجاهدين وذوي الحقوق وحماية التراث التاريخي والثقافي، لاسيما وأن هذه السنة الأخيرة تزامنت مع الاحتفال بسنوية الذكرى الـ60 لعيد الاستقلال، التي اكتست أهمية خاصة باعتبارها همزة وصل وتواصل بين منجزات معركة التحرير وما تلاها من مراحل بناء أسس الدولة الجزائرية وتجديد صرحها".
واعتبر الوزير أن نجاح هذه الاحتفالات "جاء نتيجة العناية الكريمة للسيد رئيس الجمهورية ومتابعة شخصية من الوزير الأول، رئيس لجنة الإشراف على هذه المناسبة التاريخية التي شهدت افتتاحية هذه السنوية بالاستعراض العسكري للجيش الوطني الشعبي الذي لم تشهد له الجزائر مثيلا منذ الاستقلال".
وتميزت هذه الاحتفالات -مثلما قال- بـ "انتهاج مقاربات جديدة هدفت إلى إشراك الشباب بطرق جديدة ومتميزة تناسقت مع طموحاتهم وآمالهم وتساوقت مع ما أتاحته التكنولوجيات الحديثة والثورة الرقمية"، لافتا إلى أن برنامج عمل القطاع خلال هذه السنوية "شهد أعمالا مكثفة رمت في مجملها إلى تبليغ الرسالة التاريخية للأجيال وإبراز البعد العالمي والإنساني لثورة التحرير الوطني".
وفي هذا الشأن، تطرق إلى بعض العمليات التي تم تحقيقها من معالم تذكارية وجداريات مخلدة للذكرى الـ60 لعيد الاستقلال بكل ولايات الجمهورية إلى جانب إقامة نشاطات فنية تاريخية ومسرحيات وأوبيرات وقوافل تاريخية للشباب.
وفي مجال التوثيق السمعي البصري، تمّ إنجاز 18 عملا (أشرطة وثائقية، أفلام التحريك بتقنية ثلاثية الأبعاد، السلاسل الوثائقية والأغاني الوطنية المصورة) -حسب ربيقة- الذي ذكر بأن القطاع "انتهى من إنجاز فيلم الشهيد العربي بن مهيدي، الذي سيتم عرضه الشرفي في غضون الأيام القادمة، وفيلم الشهيد زيغوت يوسف الذي سيتم عرضه بمناسبة الذكرى الـ69 لعيد الثورة التحريرية، بينما يتم العمل حاليا على مواصلة إنجاز فيلمي سي الحواس وبوقرة".
وفيما تعلق باستخدام الرقمنة في مجال حماية الذاكرة، أكّد الوزير أنّ قطاعه أطلق المنصة الرقمية التاريخية "جزائر المجد" وتطبيق الهاتف النقال "تاريخ الجزائر 1830- 1962"، كما تم خلال السنوية في مجال تكثيف النشاطات العلمية التاريخية "تنظيم 5 ملتقيات دولية كبرى و9 وطنية و27 ندوة تاريخية".
وضمن جهود توثيق الأعمال التاريخية ودعم الباحثين والأساتذة الجامعيين والطلبة، كشف السيد ربيقة عن "طبع أكثر من 150 كتاباً تاريخياً و20 عنواناً من سلسلة أمجاد الجزائر و10 نسخ من دليل المتحف الوطني للمجاهد بطريقة البراي بصور قابلة للمس (ثلاثية الأبعاد)".
وشهدت سنة 2023 -يضيف الوزير- "إحياء 4676 مناسبة على المستويين الوطني والمحلي، وتكريم 5 آلاف مجاهدة ومجاهد ومن أرامل الشهداء وذوي الحقوق"، مؤكّداً أنّ قطاعه "يبقى طرفاً أساسياً في معالجة ملفات الذاكرة وفق الآليات التي حددها اتفاق الجزائر من أجل شراكة متجددة بين الجزائر وفرنسا، من التنسيق مع اللجنة المشتركة الجزائرية-الفرنسية للتاريخ".
أما بخصوص مجال الحماية الاجتماعية والصحية للمجاهدين وذوي الحقوق، فجدّد الوزير حرص قطاعه على إيلاء كل الرعاية والعناية لهذه الفئة وتسخير كل الوسائل المادية والبشرية لتطوير المؤسسات تحت الوصاية وملحقاتها.