الصحراء الغربية: نظام المخزن المغربي يعيش حالة من التردد والارتباك في قراراته

سفير الجمهورية الصحراوية لدى الجزائر, عبد القادر طالب عمر
04/10/2023 - 19:47

أوضح سفير الجمهورية الصحراوية لدى الجزائر, عبد القادر طالب عمر, اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة, أن نظام المخزن المغربي يعيش "حالة من التردد والارتباك" في قراراته, كون العديد من الدول لم تعد تتبع سياسته بخصوص النزاع في الصحراء الغربية. 

و أكد السفير الصحراوي خلال ندوة صحفية نظمت بحضور المناضلة الفرنسية كلود مونجان, أن هذه الحالة ظهرت جليا من خلال سياسة الكرسي الشاغر والتغيب وخفض التمثيل في المحافل الدولية والاجتماعات الأممية, على غرار قمة افريقيا حول المناخ والجمعية العامة للأمم المتحدة.

و أبرز الدبلوماسي أن هذا التردد والارتباك الذي يعيشه المغرب سببه أن عديد الدول لم تعد تتبع موقفه بخصوص النزاع في الصحراء الغربية المحتلة, كما أن سياسة مقاطعة المساعدات -يقول- التي انتهجها عقب الزلزال الذي ضرب المملكة مؤخرا واستعمال معاناة الشعب المغربي كورقة سياسية, "تؤكد أن هذا النظام متطرف".

وفي سياق متصل, أفاد السيد طالب عمر أن فرنسا, التي كانت دائما تدعم النظام المغربي المحتل, يترتب عليها حاليا إعادة النظر في قراراتها تجاه افريقيا, معربا عن أمله في أن تعالج باريس موقفها وتصحح سياستها بخصوص القضية الصحراوية.

و أضاف: "لولا الموقف الفرنسي الموالي للمغرب لكانت اليوم الدولة الصحراوية قائمة ومستقلة", مشيرا الى أن المخزن "يريد من جميع الدول أن تعترف له بسيادته المزعومة على الأراضي الصحراوية, و إلا فإن موقفها يصبح لا يساوي شيئا".

وبخصوص تحديد محكمة العدل الأوروبية لتاريخ 23 و24 اكتوبر لعقد جلساتها العلنية بخصوص الإتفاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب والتي تشمل أراضي الصحراء الغربية بطريقة غير قانونية, دعا الدبلوماسي كلا من فرنسا و اسبانيا إلى الامتناع عن تقديم دعمهما للمغرب و "السير ضد قرارات سبق للمحكمة الاوروبية اتخاذها", على غرار تلك الصادرة سنتي 2016 و 2018, والتي أكدت على "السيادة الدائمة للشعب الصحراوي على الاقليم وثرواته الطبيعية وحقه المتأصل في تقرير المصير والاستقلال, وضرورة استشارته عن طريق ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو".

وفي حديثه حول تراجع رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز عن دعمه لما يسمى "خطة الحكم الذاتي", اعتبر السيد طالب عمر أن "الحكم على هذا القرار سابق لأوانه", مضيفا أن الوقت كفيل بأن يظهر مدى صحة هذا الموقف, أم إن كان "مجرد استغلال لمسألة ترشيحه لتشكيل حكومة في بلده, حتى يضمن أصوات الأحزاب المؤيدة والمساندة للصحراويين". لكن مع ذلك -يقول- فإن "كل المؤشرات في هذا الموضوع هي لصالح القضية الصحراوية وضد النظام المغربي".

وفي سياق ذي صلة, أشاد الدبلوماسي الصحراوي بموقف الجزائر تجاه بلاده, قائلا : "يجب أن تقدم الأوسمة الشرفية و أوسمة المجد إلى الجزائر نظير ما قدمته للقضايا العادلة في العالم, وعلى رأسها قضية الصحراء الغربية".

من جانبها, أوضحت مناضلة حقوق الانسان الفرنسية, كلود مونجان, أن "الأحداث والتطورات الاخيرة الحاصلة بالمغرب خاصة بعد الزلزال, كشفت الوجه الحقيقي لهذا النظام وسياسة التلاعب التي ينتهجها تجاه العديد من الدول من بينها فرنسا, هذه الأخيرة كانت دائما تساند المغرب لكن خلال الفترة الأخيرة تفطنت بأنها ضلت الطريق, وبالتالي حان الوقت لتعترف بأن الحل الوحيد هو تنظيم استفتاء تقرير المصير".           

و أشارت إلى أن الزيارة الأخيرة التي قادت المبعوث الأممي, ستافان دي ميستورا, إلى الأراضي الصحراوية المحتلة, "تعد مكسبا لصالح الملف الصحراوي تحسبا للتقرير الذي سيرفعه الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن".

وتحدثت ذات المناضلة عن برنامج "بيغاسوس" للتجسس وكيف وقعت ضحية له "لمدة تسعة أشهر, لا لشيء سوى لأنها زوجة مناضل صحراوي (النعمة أسفاري) ضحى بحريته من أجل عدالة القضية", مشيرة الى أن هاتفها تعرض للاختراق لأكثر من 120 مرة.

كما تطرقت إلى "الرشوة التي يتعامل بها النظام المغربي لكسب مؤيديه وكيف اشترى أصوات نواب بالبرلمان الأوروبي حتى لا تتمكن أي مسائلة حول الصحراء الغربية, من الوصول إلى اللجان المختصة".

و أبرزت أنه خلال الآونة الأخيرة, أبدى العديد من رجال الاعلام في فرنسا "اهتمامهم بالقضية الصحراوية ويحاولون معرفة ما يحدث في الأراضي المحتلة" من خلال إبداء نيتهم التوجه الى المنطقة.

وفي الأخير, أشارت كلود مونجان إلى أن زيارتها هذه إلى الجزائر ستكون لمساعدة أساتذة اللغة الفرنسية في مخيمات اللاجئين الصحراويين, للتمكن من وضع أطر تعليمية تساعد التلاميذ على التعلم السليم للغة الفرنسية.