أحيت الجزائر اليوم الثلاثاء اليوم الوطني للهجرة عبر جميع ربوع القطر الوطني وذلك بالوقوف دقيقة صمت وتنظيم العديد من الندوات التاريخية ترحما على أرواح شهداء مجازر 17 أكتوبر 1961 بفرنسا .
وكان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد بعث أمس برسالة إلى الشعب الجزائري بمناسبة اليوم الوطني للهجرة أشاد خلالها بالروح الوطنية العالية التي يتحلى بها بنات وأبناء الجزائر في المهجر وغيرتهم على بلدهم ووقوفهم عند كل استحقاق وطني وفي كل المناسبات وأمام كل الظروف موقف الوطنيين الشرفاء.
وأبرز الرئيس تبون بذات المناسبة التاريخية أن الاحتفاء باليوم الوطني للهجرة هو "محطة معبرة عن اعتزازنا بملاحم تاريخنا الوطني ووقفة نجدد فيها العهد مع الشهداء الذين دفعوا دماءهم فداء للوطن ونرسخ بها الوفاء لأمجاد المقاومين والمناضلين الذين جعلوا من إرث الجزائر النضالي منذ تاريخها القديم إلى ثورة التحرير مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة".
واحياء لهذه المناسبة التاريخية تم اليوم على الساعة ال11 صباحا عبر مختلف ربوع الوطن تنظيم وقفة ترحم على أرواح شهداء مجازر 17 أكتوبر 1961 , وتأتي هذه الوقفة تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, سنة 2021, بالوقوف دقيقة صمت عبر كامل ربوع الوطن لإحياء هذه المناسبة التي تتزامن مع اليوم الوطني للهجرة.
وكان رئيس مجلس الأمة, السيد صالح قوجيل قد وقف رفقة أعضاء وموظفي المجلس دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء هذه المجازر حيث استذكر السيد قوجيل بالمناسبة "بطولات وتضحيات أبناء الجالية الوطنية بالخارج وتمسكهم بوطنهم الأم في كل المراحل التاريخية التي مرت بها بلادنا من الحركة الوطنية إلى الثورة التحريرية إلى بناء الجزائر الجديدة".
وفي نفس السياق أشرف رئيس المجلس الشعبي الوطني, السيد إبراهيم بوغالي, على مراسم احياء اليوم الوطني للهجرة المخلد لمظاهرات 17 أكتوبر 1961, تحت شعار "يوم الهجرة تخليد للذاكرة وتعزيز للانتماء", حيث أبرز السيد بوغالي بالمناسبة بأن هذه الوقفة في الجزائر الجديدة وتحت قيادة رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون تعد فرصة ل "تجديد العهد مع الشهداء وأن الجميع على دربهم سائرون وعلى عهدهم محافظون بحيث لن يحيدوا ولن يساوموا في مواقفهم من القضايا التاريخية التي نستلهم منها العبر والدروس للدفاع عن كل القضايا العادلة".
بدوره أكد الوزير الأول السيد أيمن بن عبد الرحمان ان الذكرى ال62 لمظاهرات 17 أكتوبر 1961 معلم يعيد الى الأذهان " بشاعة الممارسات الاستدمارية الاجرامية المقرفة في حق الشعب الجزائر وتذكرنا جيل بعد جيل بتضحيات الشهداء الذين سقطوا بمجزرة باريس, وألقيت اجسادهم الطاهرة في نهر السين".
وأبرز الوزير الاول أن هذه المظاهرات "ستظل مرجعا قويا وشاهدا على مدى التحام الجالية الجزائرية بالوطن الأم "
وعلى غرار كافة المؤسسات والهيئات الوطنية وقف أعضاء وإطارات وموظفي المحكمة الدستورية, دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر 1961, تخليدا للذكرى الـ62 لليوم الوطني للهجرة.
وبنفس الذكرى التاريخية وقف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أول السعيد شنقريحة, رفقة إطارات من وزارة الدفاع الوطني، بمقر أركان الجيش الوطني الشعبي دقيقة صمت ترحما على أرواح الشهداء الذين سقطوا ضحايا للقمع الهمجي لمظاهرات سلمية قام بها الجزائريون بفرنسا.
وخلال ندوة تاريخية بالمناسبة, أكد وزير المجاهدين و ذوي الحقوق, أن تضحيات الجالية الجزائرية إبان الثورة التحريرية ستظل مرجعا في ذاكرة الأجيال وأن مظاهراتهم في 17 أكتوبر 1961 تمثل "عنوانا لارتباطهم بالوطن ولإيمانهم بقضيتهم".
كما تم أمام مقر وزارة الاتصال الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء مجازر 17 أكتوبر 1961 حضرها كل من وزير القطاع السيد محمد لعقاب رفقة رئيس سلطة ضبط السمعي البصري السيد محمد لوبار والمدير العام لوكالة الانباء الجزائرية السيد
سمير قايد والمدير العام للمركز الدولي للصحافة السيد مراد بن رضوان الى جانب إطارات وعمال من القطاع.
كما وقف عمال العديد من المؤسسات والهيئات الوطنية على غرار مؤسسة اتصالات الجزائر دقيقة صمت إحياء لذكرى ضحايا هذه المظاهرات التاريخية التي قبلت بقمع وحشي من طرف الشرطة الفرنسية آنذاك.
وعلى المستوى المحلي تم الوقوف دقيقة صمت عبر جميع ولايات الوطن تخليدا لهذه الذكرى, كما تم تنظيم العديد من الندوات التاريخية التي أبرزت وحشية الاستعمار الفرنسي في قمع المهاجرين الجزائريين المدافعين عن قضيتهم العادلة.