الإذاعة الجزائرية
اعتبر المدير العام للإذاعة الجزائرية السيد محمد بغالي قرار قيادة الثورة التحريرية مرافقة العمل المسلح بوسيلة إعلامية مؤثرة يندرج ضمن الرؤية الاستراتيجية الشاملة للعمل الثوري حيث تجسد ذلك بإطلاق إذاعة صوت الجزائر الحرّة المكافحة التي شرعت في البث ذات 16 ديسمبر 1956 لتكون منبرا وصدى مدويا للعمل العسكري البطولي الذي كان يسطره المجاهدون في الميدان.
وقال بغالي،في حوار لبرنامج نقطة حوار لإذاعة الجزائر من أدرار نشطه لحسن حرمة إنّ اذاعة صوت الجزائر المكافحة كانت بمثابة الوسيلة الناجعة للرد على الدعاية الاستعمارية التي عملت على جعل الجلاّد ضحية والعكس ،كما كانت في ذات الوقت وسيلة لنشر الوعي وسط الشعب وتقديم صورة مغايرة للدعاية الكولونيالية والوضع الميداني.
ويرى المدير العام للإذاعة الجزائرية أنّ الدعاية الاستعمارية لم تتغير فهي لا تزال تستعمل نفس المصطلحات في وصف الداعين للتحرّر حيث يتشابه السلوك الاستعماري الفرنسي مع سلوك الاحتلال الصهيوني في فلسطين الذي يعمل على تقديم الاخبار المزيفة والكاذبة ومحاولة تشويه المقاومة الفلسطينية بوصفها إرهابا من أجل استباحة دماء الأبرياء في غزة وغيرها.
ضيف برنامج نقطة حوار لفت أيضا إلى شركاء الكيان الصهيوني في تحريف الحقائق فيما يتعلق بالجرائم التي ترتكب في غزّة، ويتعلق الامر بالترسانة الاعلامية للغرب التي تعُدّ ما لا يحصى من مختلف وسائل الاعلام والإمكانات المادية والبشرية وما تنتجه من تدفق رهيب للأخبار المضلّلة والتي تعمل كتلة موحدة في هذا الاتجاه التضليلي.
ولكن رغم تسخير كل هذه الوسائل إلا أنّ المأساة التي يعيشها قطاع غزّة بشهدائه وضحاياه، ساهمت في فضح الاعلام الغربي عامّة على اختلاف البلد الذي ينشط منه، اذ ظل لعقود يقدّم مفاهيم عن العدالة وقيم حقوق الانسان وحريّة التعبير والرأي وغيرها حتى جاءت أحداث غزّة لتسقط كل هذه الاقنعة الكاذبة ويكتشف العالم بأنّها ليست سوى أدواتٍ للدعاية المغرضة تظهر وكأنها تتلقى الأوامر من مصدر واحد يزودها بنفس الأفكار ونفس المصطلحات ونفس الاكاذيب التي تعكف على ترديدها.
وأضاف بغالي أنّ هذه البروباغندا الاعلامية الغربية لم تعد تجدي كونها لم تعد وحدها تسيطر على المشهد الاعلامي مع وجود الوسائط الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي ومواجهة الاخبار الكاذبة بالحقيقية، وهو ما جعلها تتخبط في هذا المأزق الذي وضعت نفسها فيه سواء في مواجهة الرأي العام أو محاولة تمرّد داخلية من طرف اعلاميين أضحوا يرفضون هذه السياسة الاعلامية وخطها الافتتاحي.
وبهذا يضيف المتحدث ذاته يمكن القول إنّ الاعلام الغربي وكل من يدور في فلك الاعلام الصهيوني قد خسر حربه أمام الرأي العام العالمي وخسرها على المستوى الاخلاقي وخسرها حتى لدى الرأي العام الداخلي حيث لم يفلح مثلا في منع الحقيقة التي أخرجت الملايين في الدول التي كانت تعتبر معاقل لدعم الصهيونية وأصبحنا نشاهد مسيرات بالملايين دعما لغزة وتنديدا بجرائم الكيان الى جانب سياسيين ومثقفين وجامعيين خرجوا عن صمتهم لإدانة الكيان وأنصاره.
وفيما يتعلق بالإعلام الجزائري ومن ضمنه الاذاعة الجزائرية فيما يخص التعاطي مع تغطية أحداث غزّة، فقال بخصوصه إنّه منسجم مع المبادئ العامة للسياسة الجزائرية ومواقف الدولة الجزائرية فيما يتعلق بمناصرة القضايا العادلة وحق الشعوب في تقرير المصير مستمدا ذلك من الجذور التاريخية للإعلام الجزائري الذي تميزه ثوريته مثل ثورية إذاعة صوت الجزائر أو جريدة المقاومة أو جريدة المجاهد وغيرها.
وفي سياق دور الاذاعة والإعلام الجزائري عموما في ظل الثورة التكنولوجية والاتصالية التي نعيشها حاليا شدد المدير العام للإذاعة الجزائرية أنّ الدور الرئيسي له هو ترقية قيم المواطنة ومرافقة جهود التنمية وخدمة المجتمع للمساهمة في استقرار الوطن وترقيته وازدهاره.
وكشف محمد بغالي أنّ الاذاعة الجزائرية متوجهة حاليا نحو التأثير القارّي والعربي تماشيا مع الحجم الحقيقي للجزائر وطموحاتها وتأثيرها في السياسة الاقليمية والدولية وفقا للسياسة التي يعبر عنها رئيس الجمهورية من اعادة الاعتبار للدبلوماسية الجزائرية وإشعاعها العالمي وإبراز المواقف في القضايا العالمية على غرار القضية الفلسطينية أو الصحراء الغربية أو افريقيا وغيرها.
وفي رده على سؤال حول تجميع المضامين من أجل إنتاج فعال أكد بغالي أنّ الاذاعة تنتج حاليا أكثر من 900 ساعة برامج في اليوم كما أنّها تعمل على تعزيز تواجدها على الفضاء الرقمي الى جانب تطوير المحتوى البرامجي وتجديده وفسح المجال أمام الابداع والتميز.
وختم المدير العام للإذاعة الجزائرية محمد بغالي حواره مع برنامج "نقطة حوار" لإذاعة الجزائر من أدرار بالدعوة الى تكاثف الجهود من أجل إعادة إنتاج مبادئ وقيم حقيقية تدافع عن القضايا العادلة ولعب دور فعّال في هذا العالم الذي يشهد مخاضا وتحولا ينبغي أن يكون لنا فيه دور فعّال في مسار إعادة التشكيل.
