اختير فيلم روائي طويل جديد يتناول حياة ومسار المناضل والطبيب النفساني صديق الثورة الجزائرية فرانتز فانون للمخرج الجزائري عبد النور زحزاح ليعرض في الدورة الـ74 لمهرجان برلين السينمائي الدولي (برلينالي) بألمانيا التي تجري فعالياتها من 16 إلى 26 فيفري 2024، حسب ما جاء في الموقع الإلكتروني للمهرجان.
وسيقدم هذا العمل الذي يحمل عنوان "وقائع حقيقية حدثت في القرن الماضي بمستشفى الطب النفسي بالبليدة - جوانفيل، في الوقت الذي كان فيه الدكتور فرانتز فانون رئيسا للقسم الخامس بين عامي 1953 و1956" خارج المنافسة الرسمية ضمن قسم "فوروم" وهذا في عرض عالمي أول.
ويتناول هذا الفيلم، وهو إنتاج مشترك جزائري فرنسي، جزءا من حياة ومسار هذا المناضل ضد الاستعمار الفرنسي أثناء فترة إقامته كطبيب نفسي بمستشفى البليدة من 1953 وإلى غاية 1956، مع التركيز خصوصا على أفكاره السياسية والفلسفية المعادية للعنصرية والكولونيالية وكذا أساليبه العلاجية.
وجاء العمل في شكل سيرة ذاتية تغوص في جوانب من حياة وعمل ونضال الطبيب النفسي والفيلسوف الاجتماعي المارتينيكي المولد فرانتز فانون (1925- 1961)، في الفترة الممتدة ما بين 1953 و1956، وهي فترة التحاقه بمنصب رئيس قسم بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة (الذي يحمل حاليا اسمه) وهذا إلى غاية التحاقه بالثورة التحريرية.
وشارك في هذا الفيلم، الذي انطلق تصويره في 2022، فنانون من الجزائر وخارجها أبرزهم الممثل الفرنسي من أصل هاييتي ألكسندر دوزان في دور شخصية الطبيب فرانتز فانون، وقد تم تصوير العمل بمستشفى فرانتز فانون بالبليدة، فضلا عن تصوير مشاهد بمتحف فرانتز فانون الكائن بنفس المستشفى والذي كان المنزل الوظيفي لفانون وعائلته خلال فترة عمله بالمستشفى.
ومن جهة أخرى، ستقدم القائمة النهائية لكل الأفلام المشاركة في مختلف مسابقات المهرجان، بما فيها أفلام المسابقة الرسمية وأفلام قسم "فوروم"، منتصف جانفي المقبل.
وسبق لزحزاح، وهو من مواليد 1973 بالبليدة، إخراج العديد من الأفلام الروائية والوثائقية التي توجت في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية على غرار الوثائقي "فرانز فانون: ذاكرة منفى" (2002)، الفيلم الروائي القصير "قراقوز" (2010)، والفيلم الوثائقي الطويل "الواد الواد" (2013).
ويعتبر مهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي تأسس في 1951، من بين أعرق المهرجانات السينمائية الدولية بعد جوائز الأوسكار في الولايات المتحدة الأمريكية ومهرجان كان بفرنسا والموسترا (البندقية) بإيطاليا.