شدّد البروفيسور حمود صالحي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، اليوم الثلاثاء، على أنّ الرأي العام الدولي صار مع فلسطين منذ السابع أكتوبر، وصار يدرك جيّداً "من هو القاتل ومن هو الضحية".
لدى نزوله ضيفاً على برنامج "ضيف الدولية"، ركّز صالحي على أنّ "عدم اهتمام واشنطن بالرأي العام العالمي خطأ كبير، تماماً مثل خطأ الولايات المتحدة الأمريكية التي ما تزال تعتقد أنّها بإمكانها إدارة أزمة الرأي العام، كما كانت تفعل زمن حربها على العراق".
ونوّه صالحي إلى أنّ كثيراً من الشباب في الولايات المتحدة وغيرها، صاروا يتعاطفون مع الشعب الفلسطيني، في ظل السردية الواضحة للقضية الفلسطينية وما يحدث في غزة من تدمير واستهداف للأطفال والنساء وانتهاك للحق في المقاومة.
وتابع: "هذه الصورة أعطت جانباً إنسانياً غير مسبوق، فما تسطره المقاومة أصبح محلّ تدوين في وسائل الإعلام تماماً مثل الإجرام الصهيوني".
وانتقد صالحي "ازداوجية المعايير لدى الإدارات الغربية"، رغم إقرار الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش، أنّ "ما يحدث في غزة هو جريمة ضدّ الإنسانية"، واستهجن صالحي تحرّك محكمة العدل الدولية ثلاثة أسابيع بعد حرب أوكرانيا، بينما المحكمة ذاتها لم تتخذ أي قرار بعد نحو ثلاثة أشهر عن بدء العدوان على غزة.
وأوعز صالحي: "بايدن بات اليوم في مأزق كبير جداً، بعدما فقد الشباب الذين يشكّلون أحد أهم ركائز الحزب الديمقراطي"، واعتبر المتحدث أنّ الورطة الأأمريكية تعقّدت في ظلّ تفاقم ما يجري في غزة، وتقديم الإدارة الأمريكية للمساعدات على نحو غير مشروط للكيان، ومنحها الأسلحة لاقتراف أعمال ضدّ الإنسانية، ما زاد من إضعاف موقع بايدن وقلّل من شعبيته واحتمال فوزه في الانتخابات الرئاسية القادمة، ما يجعل دونالد ترامب الأقرب إلى العودة لكرسي الرئاسة.
وانتهى صالحي إلى أنّ "ولاء اللوبي الداعم لبايدن للكيان وبشكل أكبر من ولائه لأمريكا"، مضيفاً أنّ جرائم الكيان أصبحت بعيدة عن تصور الإنسان، وإذا كانت نكبة 1948 صار وقعها كبيراً في السرديات، فإنّ الصهيونية أضحت مرادفة للعنصرية".