عقد رئيس مجلس الامة، السيد صالح قوجيل، اليوم الاحد بمقر المجلس، مباحثات مع رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا الجنوبية، السيد كيم جين بيو، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر، على رأس وفد برلماني هام، في الفترة ما بين 19 و22 من الشهر الجاري، حسب ما أورده بيان للمجلس.
وشكل اللقاء، الذي حضره سفير كوريا الجنوبية بالجزائر، السيد يوكي جون، سانحة لاستعراض "المستوى الطيب والمميز" الذي بلغته العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل ترقيتها إلى آفاق أرحب في ظل توجيهات قائدي البلدين، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، والرئيس يون صوك-يول.
كما سجل الطرفان "ارتياحهما" لمستوى النمو الذي تشهده العلاقات الثنائية بفضل الحرص المشترك للجانبين، على توسيع آفاقها وتنويعها في إطار إعلان الشراكة الإستراتيجية الموقع عليه سنة 2006، الأول من نوعه بين كوريا الجنوبية وبلد إفريقي، والذي "يبقى تعميقه وتوسيعه مطلوبا لاستيعاب المستجدات الحاصلة".
وفي هذا الصدد، أعرب رئيس مجلس الأمة عن "تطلع الجزائر ورغبتها في الاستفادة من الخبرة والتجربة الكورية المتميزة في شتى المجالات على غرار التكنولوجيا، الرقمنة، الطاقات المتجددة، التعليم العالي والبحث العلمي والصناعة الفلاحية"، داعيا الى "ترسيخ التعاون الاقتصادي والصناعي من خلال استغلال الفرص الواعدة التي يوفرها مناخ الاستثمار في بلادنا، وهو المناخ الذي خضع--كما قال-- "لتنقيح دقيق" بتوجيهات من رئيس الجمهورية بصدور قانون الاستثمار الجديد.
من جانبه، عبر رئيس الجمعية الوطنية الكورية عن سعادته بزيارته الأولى إلى الجزائر، مبديا اعتزازه بتاريخها الثوري وبجودة العلاقات التي تربطها ببلاده، باعتبارها "البلد الإفريقي الوحيد الذي تجمعه بكوريا الجنوبية شراكة إستراتيجية تترجم الإمكانات الكبيرة التي يتوفر عليها البلدان وتجسد رغبتهما في تكثيف أواصر الصداقة والتعاون الثنائي المشترك".
كما ثمن السيد كيم جين بيو، علاقات التعاون المميزة التي تجمع بلاده بالجزائر التي تعد "شريكا استراتيجيا لسيول في إفريقيا" كما أنها تتمتع ب «موقع استراتيجي هام ومكانة محورية في إفريقيا تخولها لتكون بوابة القارة للاستثمارات والشراكات المربحة".
وجدد التأكيد على "استعداد" بلاده لتقاسم روابط النمو المتبادل مع الجزائر، مضيفا بأن قدرات توسيع الشراكة والتعاون البيني يظل معتبرا، لاسيما في قطاعات ومجالات مفتاحية في الجزائر الجديدة كالرقمنة والأمن الغذائي، كما أبدى "إعجابه بثمار التغيير والإصلاح" التي تشهدها بلادنا بفضل التوجهات الاقتصادية الجديدة، مثمنا التطور الحاصل لمناخ الأعمال مع صدور قانون الاستثمار الجديد الذي يعتبر "محفزا وداعما لمضاعفة تواجد الشركات الكورية في الجزائر".
كما أكد الطرفان، على إرادة الجانبين في تطوير وتعزيز التنسيق والتشاور لتأسيس شراكة فاعلة بين برلماني البلدين في إطار مجموعات الصداقة البرلمانية، ناهيك عن تبادل الوفود البرلمانية، بما يفضي إلى مزيد من التنسيق في المحافل البرلمانية الدولية.
وخلال المحادثات، تم أيضا تبادل الرؤى حول الأوضاع الإقليمية والدولية، اذ بعد أن جدد "شجب الجزائر" للاعتداءات السافرة لقوى الاحتلال وممارساته الهمجية المارقة ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، أبرز السيد قوجيل "مواقف الجزائر الثابتة والوثيقة" من كفاح الشعوب للتخلص من الاستعمار.
وأكد في هذا الشأن على "وقوف الجزائر دائما وأبدا مع فلسطين ومع حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مضيفا أن الجزائر "لا تقبل وضع الشعب الفلسطيني تحت الوصاية أو التسلط بأي شكل كان".
وفي نفس السياق، أكد السيد قوجيل على واجب المجتمع الدولي تجاه تصفية الاستعمار في العالم وفقا للمواثيق الدولية وذلك من خلال تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتقادم أو التصرف في تقرير مصيره والاستقلال.
وبهذا الخصوص، أوضح رئيس الجمعية الوطنية الكورية، أن بلاده "تدعم" جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سلمي لقضية الصحراء الغربية.