دعا المشاركون في المؤتمر ال17 لرابطة علماء و دعاة و أئمة دول الساحل المنعقدة بنجامينا (التشاد) ما بين 3 و 5 فبراير، إلى تفعيل التعاون بين دول الجوار و تعزيز روابط الإخاء بينها خدمة لمصلحة المنطقة.
وأكد بيان مؤتمر أنجامينا الذي جاء تحت شعار: "دور العلماء والدعاة والأئمة في تعزيز الوحدة الوطنية"، على أهمية غرس حب الوطن في نفوس الناشئة، و اعتبار محاولة المساس بتلك الوحدة و انسجامها المجتمعي "دعوة مغرضة يجب التصدي لها".
وفي هذا السياق، دعا المشاركون إلى "وجوب المحافظة على الوحدة الوطنية و اعتبار المساس بها خطا أحمرا، و خطرا محدقا بمكسب الأمة الذي حققه الآباء والأجداد، و يتعين على كل قوى الأمة الحية في المجتمع أن تتظافر جهودها و تتوحد كلمتها من أجل المحافظة على هذه الوحدة".
ولذات الغرض -يضيف البيان- يتوجب غرس جملة من الآليات و السبل، على رأسها "إشاعة الحوار بين مكونات المجتمع و نشر قيم العدل والمحبة و الإخاء و الإصلاح و رفض كل ما يدعو إلى التفرقة بين أبناء المجتمع الواحد من بث لخطاب الكراهية وروح العنصرية المقيتة".
واعتبر المشاركون أن "إدراج قيم الوحدة الوطنية و الانسجام الجمعوي ضرورة، ضمن البرامج التعليمية في الوسط الرسمي والأهلي".
ودعت الرابطة إلى "سن القوانين الكفيلة بمنع الاعتداء على المقدسات و الإساءة إلى القدوات والهيئات والثوابت الوطنية، وذلك حتى تظل هذه المسلمات في منأى عن التجاذب الحزبي والطائفي المضر للوحدة الوطنية".
كما دعت إلى "تقوية مؤسسات المجتمع المدني لأجل تأدية دورها في المحافظة على الوحدة الوطنية وتعزيز قيمها في المجتمع، وتفعيل دور الأمة والعلماء والمرشدات وتمكين المساجد من أداء دورها في تعزيز خطاب المواطنة في مختلف الفضاءات"، مع التأكيد على دور وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في "غرس قيم الخيروالمحبة والمواطنة بهدف تعزيز الانتماء الاجتماعي والوحدة الوطنية".
وخلص البيان إلى "ضرورة التعاون بين دول الجوار و تعزيز روابط الإخاء والصداقة وتبادل الخبرات والتجارب التي تخدم الأوطان والمنطقة والعالم أجمع".
يذكر أن المؤتمر ال17 لرابطة علماء و دعاة و أئمة دول الساحل أقيم بالتعاون مع وحدة التنسيق والاتصال بالإضافة إلى البلد المضيف، التشاد، وأعضاء المكتب التنفيذي للرابطة الذي يضم كلا من الجزائر و مالي و النيجر و نيجيريا و بوركينافاسو و التشاد و غينيا.
وتخللت أشغال المؤتمر تدخلات ومناقشات لموضوع الدورة نشطه أساتذة وعلماء من الرابطة.
وفي هذا السياق، أكد الأمين العام للرابطة، لخميسي بزاز، على أهمية هذا المؤتمر، مبرزا أن التوصيات التي خلص إليها المشاركون بعد "نقاش ثري و مثمر موجهة لمختلف فئات المجتمع وتعنى بكل القوى الحية للأمة حكاما ومحكومين بغرض الإصلاح"