توقّع أحمد فال محمدن، مدير الاتصال والتعاون بوزارة البترول والمعادن والطاقة الموريتانية، اليوم الجمعة، أن تشكّل قمة منتدى مصدّري الغاز بالجزائر (29 فيفري – 2 مارس 2024)، انطلاقة جديدة للعالم.
في تصريحات خاصة بـ "الإذاعة الجزائرية"، قال محمدن: "من وجهة نظر موريتانيا، فإنّ هذه القمة هامة جداً، ليس بصفتها دورة جديدة لقمم الغاز، بل لأنّ الدولة المضيفة هي الجزائر التي تربطنا بها علاقات مميّزة ومستقبل مشترك، ونتوقع أن تكون مخرجاتها جدّ هامة تنعكس على تموين وتأمين إمدادات السوق العالمية بمصادر الطاقة في ظروف جيدة".
وجدّد محمدن التأكيد: "نترقب أن تشكّل قمة الجزائر انطلاقة جديدة للعالم، في مجال التموين بمصادر المحروقات، وجعل التحول الطاقوي آمناً ومنصفاً، ويأخذ بعين الاعتبار الدول التي لا تزال في بدايات التصنيع". العلاقات الجزائرية الموريتانية متميّزة ومتعدّدة الجوانب أبرز محمدن أنّ العلاقات الجزائرية الموريتانية متميّزة ومتعدّدة الجوانب في مختلف القطاعات، وبالخصوص في قطاع البترول والغاز، مشيراً إلى برنامج جارٍ تنفيذه لإقامة مشاريع مشتركة.
ونوّه محمدن بمكانة الجزائر، قائلاً: "هي دولة غازية بامتياز وذات طراز عالمي، ولها خبرات كثيرة، وموريتانيا مهتمّة بالنهل من هذه الخبرات"، مضيفاً أنّ نواكشوط مهتمّة بوضع أطر مؤسسية لهذا التعاون الوثيق. وتابع: "الجزائر وموريتانيا تتقاسمان الحدود المشتركة، يتقاسمان مصير واحد، شعب واحد"، مثمّناً مشروع الطريق البري الذي يشارف على الانتهاء، شارحاً: "الطريق يربط مدينة تندوف جنوب الجزائر، بمدينة الزويرات الموريتانية التي تعدّ قطباً معدنياً وطاقوياً، على طول يقارب الثمانمائة كيلومتر، معتبراً أنّ فتح هذا الطريق سيشكّل جسراً جديداً لتعزيز التعاون الثنائي".
وفي مرحلة تتسّم باكتشافات تناهز المائة تريليون قدم مكعب من الغاز في موريتانيا، ووسط أحاديث عن تأهب نواكشوط لبدء رحلة التحوَل الطاقوي، لاحظ محمدن أنّ موريتانيا تبقى دولة جديدة في القطاع الغازي، مسجّلاً أنّ الكميات المكتشفة واعدة وهامة، وتعود إلى العام 2015، وهو تاريخ حديث إذا ما قورن بالتاريخ العريق للجزائر.
وأحال مدير الإعلام والتعاون بوزارة البترول والمعادن والطاقة الموريتانية، على المشروعين الغازيين الهامين، الأول هو "السلحفاة الكبير أحميم" المشترك بين موريتانيا وجارتها الجنوبية السنغال، وهو في طور التطوير والاستعداد للتصدير، والثاني هو الحقل الموريتاني الصرف "بير الله" الموجود في منطقة الحوض الساحلي بالمحيط الأطلسي على المياه الإقليمية الموريتانية، وهذا الحقل يتميز بمقدّرات كبرى تتجاوز الـ 80 تريليون قدم مكعب، بالتزامن، كشف محدثنا عن توقيع عدّة اتفاقيات لتفعيل مسار التحول الطاقوي.
وأوضح محمدن أنّ موريتانيا هي عضو مراقب في منظمة الدول المصدّرة للغاز، وتتأهب لإنتاج شحنات، لكنه رفض القول إنّ موريتانيا ستقوى على مزاحمة الجزائر وسائر مورَدي الطاقة العالميين. وعاد محمدن ليوضّح أنّ مشروع "السلحفاة الكبير أحميم" الذي يتمتع باحتياطات تتراوح ما بين 15 إلى 20 تريليون قدم مكعب، وشهد مؤخراً عدّة تطورات هامة، وعليه توقّع المسؤول الموريتاني أن يتمّ الشروع في تصدير أولى شحنات الغاز مع نهاية العام الجاري
مبعوث الإذاعة الجزائرية إلى نواكشوط – رابـح هوادف