قال الخبير في الفكر السياسي العلاقات الدولية الإقتصادية، الدكتور رائد المصري، اليوم الثلاثاء، أن القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز لها أهمية كبيرة في تحقيق التكامل والتنسيق والتوازن بين هذه الدول، باعتبار انها تملك المعادلات الطاقوية لتحكم في هذه المادة الحيوية التي تعتبر أبرز طاقة على الساحة الدولية.
وخلال تقديم ندوة تحضيرية للمنتدى نظمتها الاذاعة الجزائرية بالتنسيق مع المدرسة العليا للعلوم السياسية بعنوان "رهان الغاز وإعادة تشكيل العالم"، اوضح المصري أن "القمة ستضع اللبنات الأولى في إعادة تشكيل الدور الإقليمي للدول المصدرة للغاز نحو أوروبا"، مشيرا إلى ظهور بوادر تشكل نظام عالمي في الطاقة.
ويرى الخبير رائد المصري أن" ديبلوماسية الطاقة لها علاقة مباشرة ووطيدة بالسياسات الخارجية للجزائر واقتصادها الذي سوف يضعها حكما لمصاف الدول الصاعدة، لافتا الى سهولة نقل الغاز وتسييره بواسطة تقنيات مهمة سريعة وسهلة للوصول إلى المستهلك".
من جانبه، تناول الأستاذ بالمدرسة العليا للعلوم السياسية، سامي كعباش الأهمية الكبيرة الذي يكتسيها هذا الحدث الإقتصادي باعتباره فرصة ثمينة توفرها الجزائر، قصد توحيد الصف وإعادة ترتيب البيت الداخلي على شكل تكتلات دولية غازية تبرم عقودا طويلة الأمد، داعيا الى ضبط الأولويات لتصور استراتيجي يؤسس لأفكار تدفع بالبلدان المنتجة للغاز إلى التفاوض الجماعي مستقبلا".
وذهب كعباش إلى استخدام مصطلح "ديبلوماسية الأنابيب" التي ترتكز على استخدام طاقة الغاز تاريخيا كورقة لإثبات الدول لذاتها، منوها بالمشروع الطموح والجدي للجزائر المتمثل في عملية تشكيل الأنبوب العابر للصحراء الذي ينقل حوالي 30 مليار متر مكعب من الغاز ما يؤهلها للعب دور استراتيجي هام في الانسجام بين الدول المنتجة والمصدرة للغاز .