اضطر المتضررون من زلزال الحوز (جنوب غرب المغرب) إلى نقل احتجاجاتهم إلى العاصمة الرباط للمطالبة بتدخل عاجل لرفع المعاناة عنهم, أمام استمرار تجاهل السلطات المحلية لمطالبهم و اطالة حالة الانسداد, بعد نصف سنة عن وقوع الزلزال المدمر.
وسعيا منهم الى نقل مطالبهم -التي لم تجد الاذان الصاغية لا على المستوى الجهوي ولا الإقليمي- الى أعلى سلطة, و أمام انسداد كل الأبواب في وجوههم, نظم عشرات المتضررين والمتضررات من المناطق المنكوبة أمس الاحد وقفة احتجاجية أمام مبنى البرلمان بالرباط, تنديدا بما وصفوه "الإقصاء الذي تعرض له الضحايا والتلاعبات التي عرفها ملف التعويضات, وتقاعس السلطات المحلية والإقليمية في إيجاد حلول لهم, بالإضافة إلى تفاقم معاناتهم في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تشهدها المناطق المتضررة".
ورفع المحتجون القادمون من مختلف الأقاليم والمناطق المتضررة, شعارات تطالب بتسوية وضعية ملفاتهم من أجل الاستفادة من الدعم المخصص للمتضررين من الزلزال لإعادة الإعمار والإسكان, مستنكرين "الظروف القاسية" التي تعيشها المناطق المنكوبة عقب الزلزال الذي دمر مجموعة من المدن, و استمرار ما وصفوه ب"سياسة الاقصاء واللامبالاة".
و أشار المحتجون إلى أنهم قدموا مجموعة من الشكايات التي بقيت "حبرا على ورق", في ظل تجاهل تام من قبل السلطات في التعاطي مع مطالبهم, منتقدين "الفساد الذي يشوب هذا الملف والاجحاف في المعايير المحددة للاستفادة من الدعم المخصص للسكن".
وبعبارات الغضب والاستياء, أعرب المحتجون عن معاناتهم المتواصلة منذ شهر سبتمبر الماضي, تاريخ وقوع الزلزال المدمر الذي أفقدهم منازلهم وما يزالون منذ ذلك الوقت يبيتون في العراء والخيام رغم برودة الطقس, أو في منازل مهددة بالسقوط في أي لحظة, دون أن يكترث أحد لأمرهم.
ولا تشتكي الساكنة من الإقصاء فقط بل أيضا من معايير الدعم الذي منح للبعض ممن أسعفه الحظ, حيث أن المساحات الممنوحة للبناء "ضيقة جدا ولا تلائم أبدا الأسر المكونة من عدد كبير من الأفراد".
وحسب استطلاع حديث أجراه المعهد المغربي لتحليل السياسات حول "زلزال الأطلس الكبير واستجابة الحكومة", فإن 11 بالمائة فقط من المتضررين من زلزال الحوز تلقوا مساعدات من الحكومة.
أما بشأن التلاعب في المساعدات خلال أزمة الزلزال, فحملت الإجابات تصورا قاتما, إذ ينظر إلى سرقة المساعدات والتلاعب بها على أنها "منتشرة جدا أو منتشرة" من قبل ما مجموعه 90 بالمائة من المستجوبين.