ربيقة: الجزائر الجديدة لن تتخلى عن ملف الذاكرة

ربيقة: الجزائر الجديدة لن تتخلى عن ملف الذاكرة

ربيقة
04/04/2024 - 15:35

أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم الخميس، أنّ الجزائر الجديدة لن تتخلى عن ملف الذاكرة الوطنية ولن يكون أبداً محل تنازلات.

في ندوة نظمها المتحف الوطني للمجاهد، إحياء لليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام تحت شعار "زرع الالغام جريمة مستمرة ضد الانسانية والبيئة"، شدّد الوزير على أهمية التمسك بملف الذاكرة الوطنية وبواجب الوفاء لشهداء المقاومة الشعبية والثورة التحريرية المجيدة، مثلما أكد عليه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في لقائه الدوري الأخير مع وسائل الإعلام الوطنية.

وأبرز أنّ مصادقة الجزائر على تنفيذ اتفاقية أوتاوا تشكّل "تعبيراً عن إرادة صادقة ووعي ثابت والتزام صريح بقيم ثورة نوفمبر وكذا إيمانا راسخا بالحق المقدس في الحياة و بالواجب الانساني الذي يفرض التعاون الدولي للدفاع عن الكرامة الإنسانية".

وقال ربيقة إنّ الجزائر التي "عاشت آثار هذه المأساة وسخرت إمكانيات معتبرة من أجل تطهير أراضيها، هي أكثر الدول إدراكا بأهمية وقيمة التوعية بخطورتها"، منوّهاً بدور الجيش الوطني الشعبي في تطهير البلاد من الألغام المضادة للأفراد على طول الحدود الشرقية والغربية، مشيراً الى أنه "نجح بجدارة واقتدار في إنقاذ حياة الأبرياء وانتشال الملايين من الألغام وتأهيل آلاف الهكتارات ليستفيد منها المواطن بإقامة مشاريع فلاحية واقتصادية، لتصبح مصدرا للنماء والرخاء والازدهار".

إنجاز شريط يوثق لمسار الشهيد العلاّمة العربي التبسي

لم يفوّت الوزير  تزامن انعقاد الندوة مع ذكرى اختطاف الشيخ العربي التبسي، أحد أعمدة الحركة الإصلاحية في الجزائر من طرف يد الغدر الاستعمارية في مثل هذا اليوم من سنة 1957، ليؤكد بأنه يعدّ من مفقودي ثورة التحرير الوطني، على غرار كثير من رموزنا الأفذاذ من أمثال أحمد بوقرة، جيلالي بونعامة، حمو بوتليليس وموريس أودان.

وأشار ربيقة إلى أنّ قطاعه أنجز شريطاً يوثّق للمسيرة الإصلاحية للشهيد العلامة العربي التبسي وسيرته النضالية من خلال الوثائق والشهادات والدراسات والأبحاث التاريخية.

آثار وخيمة للإجرام الفرنسي

توقّف رئيس الجمعية الوطنية لضحايا الالغام، محمد جوادي، عند الآثار الوخيمة التي نجمت عن انفجار الألغام مخلفة الكثير من الضحايا الأبرياء، مؤكّداً أنّ "التاريخ سيظل شاهداً على الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي".

وحرص جوادي على توجيه شكره لرئيس الجمهورية بعد إنشاء قناة "الذاكرة" التي تسهر على إبراز مسيرة الكفاح الوطني ومختلف الجرائم التي ارتكبها المحتل الفرنسي في حق الشعب الجزائري، مشيدا في سياق ذي صلة بقرار إعادة النظر في منحة العجز لضحايا الألغام والتكفل النفسي والصحي بهم.

وحيا الدور والجهود التي قام أفراد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، في تطهير الأراضي من الألغام التي زرعها الاحتلال الفرنسي.

التزام بتحقيق الأهداف الإنسانية

أحيت الجزائر، هذا الخميس، اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام في ظل إلتزامها بتحقيق الأهداف الإنسانية لإتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفراد، وهذا إنطلاقاً من دورها الريادي وتجربتها في مكافحة الألغام المضادة للأفراد، والتي تعود إلى الثورة التحريرية.

وعكفت الجزائر بعد الاستقلال على نزع ملايين الألغام التي زرعها الاستعمار الفرنسي على أرضها من خلال استراتيجية وطنية سخرت لها إمكانيات مادية وبشرية هائلة وساهم فيها الجيش الوطني الشعبي بدور فعال من خلال تطهير الحدود الملغمة وإزالة بقايا المتفجرات، موازاة مع مساعي التكفل الصحي والاجتماعي والنفسي بضحايا الألغام من خلال سياسة وطنية واعية، بالنظر إلى عمق الآثار النفسية المترتبة عن تلك الألغام.

و في هذا السياق، تمكنت الجزائر من التخلص نهائياً من الألغام الموروثة عن الحقبة الاستعمارية، حيث تمكن أفراد الجيش الوطني الشعبي من نزع وتدمير قرابة 9 ملايين لغم.

واستناداً إلى الدراسات والأبحاث في هذا المجال، فإن الاستعمار الفرنسي قام بزرع ما يقارب 11 مليون لغم على امتداد طول خطي شال وموريس بالمناطق الحدودية شرقاً وغرباً، حيث خلّف 7300 ضحية من بينهم 2470 بعد الاستقلال، بينما تعرض من نجا من الموت جراء انفجار هذه الألغام إلى إعاقات جسدية وصدمات نفسية.

وما فتئت الجزائر تجدّد وفاءها لالتزاماتها الدولية من خلال تجسيد البرنامج الوطني الخاص بإزالة الألغام المضادة للأفراد وتدميرها، مما سمح بتطهير الأراضي واستغلالها في الزراعة وتجسيد مشاريع تنموية تخدم الصالح العام وجعلها مصدرا للازدهار والتنمية بعدما كانت مناطق تحصد الأرواح.

وانخرطت الجزائر مبكّراً في برنامج منظمة الأمم المتحدة الإنمائي المتعلق باتفاقية حظر الألغام وتوفير كل الإمكانيات المتاحة لذلك وتسخير تجربتها الرائدة في تحويل حقول الألغام إلى حقول للحياة والأمل عبر المساهمة بطريقة فعالة في الحد من التهديدات الانسانية والاقتصادية المترتبة عن الالغام.

وعرفاناً بدورها الريادي وتجربتها في مكافحة الالغام المضادة للأفراد، تمّ انتخاب الجزائر في نوفمبر 2023 في منصب رئاسة لجنة تعزيز التعاون والمساعدة في اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد لسنة 2024 وذلك ضمن مساعي مساعدة البلدان الأطراف على التجسيد الكلي لأحكام الاتفاقية ومخططات العمل المترتبة عنها بهدف وضع حد للمعاناة والخسائر التي تخلفها الالغام المضادة للأفراد.