الإذاعة الجزائرية
أكد عدد من الأساتذة والباحثين في التاريخ اليوم الأربعاء، أن الإذاعة الجزائرية باعتبارها أول خزان تاريخي تراثي ظلت ولازالت تجسد دورها المحوري في حفظ وصون الذاكرة الوطنية ونقلها إلى الأجيال الصاعدة شفهيا .
خلال ندوة فكرية نظمتها الإذاعة الثقافية هذا الصباح بالنادي الثقافي عيسى مسعودي تزامنا واليوم الوطني للذاكرة ، أكد الأستاذ والمؤرخ محمد لحسن زغيدي أن الإذاعة الجزائرية منذ ظهورصوت الجزائر الحرة المكافحة كانت أول خزان للذاكرة الوطنية كونها تستوعب أكبر قدر من الشهادات ما يجعلها المنبه والمدرسة والمكون في إيصال قيم الذاكرة إلى الأجيال الصاعدة.
من جهته اعتبر منتج البرامج التاريخية بالإذاعة الثقافية عبد القادر جمعة ،أن الإذاعة ظلت ولازالت تجسد دورا أساسيا في إحياء وحفظ وتدوين الذاكرة الوطنية بشكل شفهي من خلال الشهادات المنطوقة، مايجعلها الآداة والوسيلة الإعلامية الأكثر تأهيلا للقيام بهذا الدور ، داعيا إلى التعامل مع هذا الجانب بجرأة إعلامية دون خجل أو تردد.
وفي تصريح خص به ملتيميديا الإذاعة الجزائرية، ذكر جمعة أن الذاكرة الجماعية تمثل جملة من المحطات و الأحداث والقضايا التي تترسخ وتنقل لدى الأمة والجماعة حول مرحلة تاريخية معينة وتنقل شفهيا عبر الإذاعة من خلال الروايات والحكايات والشهادات السمعية.
من جهتها ترى أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الجزائر 2 وهيبة قطوش خلال مداخلتها بالندوة، أن المحتويات الإعلامية المقدمة في الإذاعة الجزائرية وماتتضمنها من حصص ولقاءات وشهادات حية وروبورتاجات ، يعتمد عليها المؤرخ كمادة تاريخية مهمة لجمعها واستقراءها والاستثمار في محتوياتها لتحويلها إلى وثائق تحتوي على حقائق تاريخية.
وفي تصريح لملتيميديا الإذاعة الجزائرية، قالت قطوش إنه من المهم العودة إلى المادة الأرشيفية السمعية من خلال الإذاعة والمتضمنة لسلسلة الحوارات والحصص وجلسات النقاش الأثيرية يستعملها الأساتذة والباحثون الأكاديميون في الأبحاث التاريخية بمختلف فروعها سواء كانت سياسية أو إجتماعية أو إقتصادية أو ديبلوماسية أو ثقافية.
من جهته تحدث الكاتب و الإعلامي بالإذاعة الثقافية يوسف شنيتي لملتيميديا الإذاعة الجزائرية، عن حضور الإذاعة الجزائرية كجزء لا يتجزأ من الذاكرة الإعلامية والثقافية والسياسية للجزائر ، انطلاقا من صوت الجزائر الحرة المكافحة ضد السردية الاستعمارية الفرنسية.
كما أشاد بجهود الاذاعة في استمرار دورها الإخباري والمهني والاعلامي والوطني بعد الاستقلال لتصبح مادة اعلامية تاريخية متاحة للمؤرخين قصد بناء هوية وطنية معززة بالذاكرة والثقافة الوطنية.
بالمقابل لفت أستاذ القانون الدستوري عبد الكريم سويرة، إلى أهمية استذكار المحطة التاريخية الموافقة للثامن ماي كونها تجسد نضال الشعب الجزائري ضد الجرائم البشعة للمستعمر الفرنسي وكيفية التعامل معها من الناحية القانونية، مشيرا إلى أن الموضوع يأخذ أهميته من حيث المقاربة بين ماوقع في الجزائر أثناء المجازر ومايحدث حاليا من عدوان صهيوني غاشم على قطاع غزة.
ملتيميديا الاذاعة الجزائرية/ حميد سعد الله
