شهد المؤتمر الـ 36 للاتحاد البرلماني العربي المفتتح، اليوم الأحد، بالجزائر العاصمة، رفع دعوات حثّت على وحدة الصف العربي ووقف العدوان الصهيوني المستمرّ على الشعب الفلسطيني لليوم الـ 233، فضلاً عن التشديد على عزل الكيان الصهيوني.
في كلمته بالمناسبة، طالب نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، موسى حديد، الاتحاد البرلماني العربي بتوحيد الصف والكلمة تجاه القضية الفلسطينية حتى تكون المواقف في مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لإبادة جماعية.
وبحسب النائب الفلسطيني، فإنّ "هذا الأمر لن يتأتى إلا من خلال منهجية عمل تقتضي عزل الكيان الصهيوني المحتل ووقف العدوان على غزة وكل الأراضي الفلسطينية و اتاحة المجال لدخول المساعدات الإنسانية وفرض عقوبات على مسؤولي الاحتلال ومحاكمتهم على حرب الابادة الجماعية".
ودعا المتحدث ذاته إلى "تعزيز مقاطعة الكيان الصهيوني وفضح أكاذيبه وتوسيع دائرة الدول التي تعترف بدولة فلسطين ورفض كل المبادرات التي من شأنها إطالة أمد الاحتلال".
من جانبه، رافع رئيس مجلس الشورى العماني، خالد بن هلال بن ناصر المعولي، من أجل العمل بكل الوسائل المتاحة لوقف هذا العدوان الغاشم من خلال وحدة الصف العربي ونبذ الخلافات وبناء جسور الثقة والأخوة، مؤكداً أنّ "وحدة أمتنا هي السبيل الوحيد لاستعادة مكانتنا وقوتنا بين الأمم، مشيداً في هذا المقام بدور "الإعلام الحر" الذي ساهم ولا يزال في إظهار عدالة الشعب الفلسطيني ونقل الحقائق للعالم.
على المنوال ذاته، أكد وكيل أول لمجلس النواب المصري، أحمد سعد الدين، أنّ القضية الفلسطينية تعيش "مرحلة فارقة و خطيرة" تهدّد كل المنطقة، محذّراً من "توسيع رقعة الصراع، جرّاء المخططات الخبيثة والشيطانية للكيان الصهيوني في تصفية القضية الفلسطينية".
وقال محمد بمب مكت، رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية، إنّ "منطقة الشرق الأوسط لن تنعم بالسلم والأمن والاستقرار بدون الحفاظ على كرامة الشعب الفلسطيني الشقيق واستعادة حقّه الثابت في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف"، لافتاً إلى أنّه "آن الأوان لصحوة دولية، سياسية وأخلاقية وقانونية جدية تضع حداً نهائياً لاحتلال الصهيوني".
اعتراف اسبانيا والنرويج وايرلندا بدولة فلسطين خطوة تاريخية جريئة
ثمّن أعضاء الاتحاد البرلماني العربي، اليوم الأحد، إعلان كل من اسبانيا والنرويج وايرلندا الاعتراف بدولة فلسطين، واعتبروه خطوة تاريخية جريئة تأتي انسجاماً مع مبادئ القانون الدولي، داعين إلى الإسراع في اتخاذ الخطوات الردعية الضرورية من أجل إيقاف العدوان الهمجي ضد الشعب الفلسطيني.
في هذا الصدد، رحّب رئيس مجلس الشورى القطري، حسن بن عبد الله الغانم، باعتراف الدول الأوروبية الثلاث بدولة فلسطين، واعتبره "خطوة مهمة" تعكس مدى التقدير لصمود الشعب فلسطيني وإيمانها بعدالة قضيته.
وأبرز ممثل الوفد القطري أنّ الاعتراف يأتي "كنتيجة للتضحيات التي قدّمها الأشقاء الفلسطينيون وصمودهم في وجه العدوان وتصميمهم على استرجاع حقوقهم كاملة غير منقوصة، وتأكيداً على ما تحظى به قضيتهم من تعاطف عالمي متزايد"، مسجلاً أنّ "ما نشهده اليوم من تحركات دولية عالمية وتغيرات في المواقف الدولية حول عدالة القضية الفلسطينية يعدّ انتصاراً للقضية الفلسطينية ويؤكد ما تحظى به من دعم واسع في مختلف أنحاء العالم".
واعتبر أنّ إحياء خمسينية تأسيس اتحاد البرلمان العربي، يعدّ "مناسبةً نتذكر فيها الانجازات التي حُقّقت وكلنا تطلع لأن يساهم الاتحاد في تعزيز وحدة العمل العربي وتقوية دور مجالسنا وبرلماناتنا في خدمة قضايا الأمة"، داعياً إلى النظر في "تشكيل لجنة تتولى هذا الأمر لتأسيس مرحلة وانطلاقة جديدة لمسيرة اتحادنا حسب ما تم الاتفاق عليه في اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي التي انعقدت السبت".
من جهته، دعا رئيس مجلس نواب الشعب التونسي، ابراهيم بودربالة، كافة المجالس البرلمانية الإقليمية والدولية لمواصلة التحرك الفاعل و ممارسة كل أشكال الضغط من أجل وضع حد لحرب الإبادة المتواصلة ضد الأبرياء العزل في غزة و الضفة الغربية.
وشدّد بودربالة على أنّ تحقيق الأمن والسلام للشعوب العربية يقتضي تحقيق الأهداف السامية التي رسمها الاتحاد البرلماني العربي، والعمل على إيجاد حل للقضية الفلسطينية التي يعاني شعبها منذ عقود من غطرسة وجبروت الكيان الصهيوني الغازي.
من جهته، قال سلطان سعيد عبد الله البركاني، رئيس مجلس النواب اليمني: "إذا كنا نريد لهذا اللقاء النجاح، يجب أن يتخذ البيان الختامي لأشغال المؤتمر العديد من الخطوات الرادعة للعدوان الصهيوني لإجباره على وقف الحرب والتدمير والتطهير العرقي الذي تقوم به قواته، نصرة للحق الفلسطيني واحتراماً للقوانين والمعاهدات الدولية التي ينتهكها الكيان الصهيوني، مع توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني قبل أن تدمر رفح وغزة".
ودعا إلى "تشكيل وفود من رؤساء وبرلمانات الاتحاد لإجراء لقاءات مع أعضاء في البرلمان الأوروبي والجمعية البرلمانية الآسيوية واتحاد البرلمانات الأعضاء في المؤتمر الإسلامي والمؤتمر الإفريقي، لدعوات الشعوب والحكومات لاتخاذ الإجراءات الردعية ضدّ الكيان الصهيوني والضغط من أجل إيقاف عدوانها والاعتراف بالدولة الفلسطينية".